«البدون» موت يشبه الحياة في رواية السنعوسي
فضاءات ثقافية الثلاثاء 4-6-2013 على الرغم من أنّ رواية «ساق البامبو» للكاتب الكويتي سعود السنعوسي تعالج ثيمات متعددة أبرزها العمالة الأجنبية، والهُوية، ومحاولة التجذّر والانتماء، والتوزع بين أكثر من اسم ووطن وديانة، إلاّ أنها تلامس من طرف آخر شخصية «البدون» الكويتية على وجه التحديد.
البدون تعني أن هناك شريحة اجتماعية كويتية كبيرة لا تمتلك الجنسية الكويتية وأن استحقاقهم لهذه الجنسية قد تعطّل منذ خمسة عقود الأمر الذي أسفر عن تأثير سلبي في ملف حقوق الإنسان في الكويت. وبغض النظر عن تعدادهم المُختلَف عليه فإن المشكلة لا تزال قائمة وهي موضع اهتمام الروائيين الكويتيين لعل آخرهم هو سعود السنعوسي الذي نال الجائزة العالمية للرواية العربية «البُوكَر» لعام 2013 وكانت ثيمة «البدون» هي واحدة من الأسباب التي لفتت عناية لجنة التحكيم التي رأت فيها رواية «مُحكمة البناء، وتتميز بالقوة وتطرح سؤال الهُوية في مجتمعات الخليج».
إن شخصية «البدون» هي شخصية ميتة في الحياة، تماماً مثل غسان الذي أراد أن يتزوج هنداً، لكن لقب «البدون» وقفَ حائلاً دون زواجه، كما رفض أن يقترن بأي امرأة أخرى خشية من انتقال هذه الجينة المشوّهة والخبيثة إلى أولاده وأحفاده، لذلك آثر العزوبية على الزواج وظل مثل نبتة لا تستطيع التجذّر في هذه الأرض الطارده لمواطنيها. تعاني شخصية النص الرئيسة من التشظي إلى أربعة أسماء وهي «هوزيه»، «خوسيه»، «جوزيه» و «عيسى» كما تشكو من إشكالية التجذّر والانتماء والولاء لأكثر من اسم ووطن وديانة، مثلما تعاني «ميرلا» زوجة عيسى لاحقاً من هذا التشظي.، أما غسان فلم يستطع أن يتغلب على هذا اللقب القاسي «البدون» ويتخلص منه لأن سلطة المجتمع الكويتي أكبر من أية سلطة أخرى في هذا البلد الصغير الذي يكاد يعرف بعضه بعضا، ولا يزال يطرد أبناءه من دائرة المواطنة وحق الانتساب الشرعي لها.
|