بالنظر للسياسات الحمقاء التي درج عليها أردوغان وحكومته خلال السنوات القليلة الماضية في العديد من الملفات الداخلية والخارجية.
ودون التقليل من المسائل الداخلية المرتبطة بمحاصرة العلمانية ومحاولة إحياء النزعة العثمانية البائدة وتهميش بعض القوى الأساسية، فإن موقف أردوغان السلبي من الأزمة في سورية وتآمره المفضوح ضد الشعب والحكومة في سورية قد يكون أحد الأسباب الرئيسية التي ألبت الرأي العام والشعب التركي ضده، سيما وأن بعض شظايا الأزمة السورية وصلت فعليا إلى تركيا ومن شأنها الإضرار بمصالح الشعب التركي، تفجيرات الريحانية مثالاً.
قبل عدة سنوات اعتقدنا أو هكذا تهيأ لنا أن تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية بدأت رحلة العودة إلى المنطقة وقضاياها من بوابة فلسطين، بعد أن يئست من الانتظار الطويل على بوابات الاتحاد الأوروبي المقفلة في وجهها، ولكن سرعان ما تبين أن العقلية العصملية المقيتة هي التي تتحكم بسلوك هذا الحزب، وأما دعم الفلسطينيين وإثارة موضوع فك الحصار عن قطاع غزة وهمروجة منتدى دافوس فمجرد تمثيلية لكسب قلوب الأتراك، من أجل تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية على حساب القوى العلمانية.
والأزمة في سورية من هذا الباب شكلت الاختبار الحقيقي لنوايا أردوغان ونوايا حكومته، فبدل أن تسهم تركيا بحل الأزمة مستخدمة علاقاتها الطيبة في التقريب بين الأطراف السورية تحول أردوغان وحكومته إلى طرف في الأزمة، لتتحول الأراضي التركية إلى مقر وممر لكل من يعادي سورية ويعتدي عليها، وباتت حكومة أردوغان الحضن الدافئ لكل أنواع المرتزقة والإرهابيين المشاركين في تدمير سورية وقتل أبنائها، وغدا أردوغان نفسه ظهيراً للقاعدة وتوابعها وناطقاً رسمياً باسم شراذم المعارضة السورية المأجورة وأداة للمشروع الصهيو أميركي خليجي في المنطقة.
الواضح أن الأتراك ضاقوا بسياسات أردوغان وحماقاته ولاسيما أنها تقود البلاد نحو الكارثة، فهبّوا للتعبير عن رفضهم لهذا الواقع والرغبة في تغييره فواجهتهم حكومة أردوغان بالقمع والعنف والقوة المفرطة..فهل بدأ الشعب التركي رحلة الخلاص من الظاهرة الأردوغانية الفارغة..؟!