|
|
ما بين السطور.. قضية كروية ! رياضة فنتركه نهبى للحسرة والغصة ونتابع نسج الأحلام وحياكة التطلعات وكتابة سطور جديدة في كتاب الوهم والسراب , توطئة لمشوار قادم عنوانه التفاؤل , ونهايته الفشل , وعاقبته الآهات والأشجان !! لم ولن يخرج علينا من يتصدى لسهام النقد ورماح المحاسبة , ولن يطالعنا من يعترف بالخطأ , أو يقر بالتواني والتقصير , أو يكسب ماء وجهه باستقالة وابتعاد , وعلى هذا النحو تمضي بنا السنون والعقود , دون أن تضيف شيئاً على الخارطة , باستثناء تداول الكراسي بين الوجوه والأشخاص ذاتهم . إن توزيع ثقل المسؤولية على عدة جهات يبعد الاتهام عن جهة بعينها , ويشتت الانتباه ويبعثر التركيز , ويجعل الجميع في مرمى النقد , الأمر الذي لا تجدي معه المحاسبة , فاتحاد الكرة أخطأ في تصوراته وقصر في تأمين معسكرات ومباريات ودية , ولجنة المنتخبات لم تختر المدرب المناسب , ولم تتابع عمله , والجهاز الفني استبعد لاعبين , وأشرك آخرين أقل مستوى , واللاعبون أصابهم الغرور وغزت نفوسهم اللامبالاة ... إلخ ,وعلى ضوء هذه المعطيات فإن الخطأ مسؤولية مشتركة ولا سبيل لتصحيحه وتقويمه . لم تكن القضية يوماً في خروج حزين من تصفيات , أو وداع مبكر من بطولات , أو حتى خسارات وانتكاسات , وإنما في العجز الكامل والتام عن قراءة الدروس والعبر المستقاة , والوقوع في ذات الأخطاء والعثرات , ومادام مزمار الحي لا يطرب الكثيرين ولا ينفخ جيوبهم فإن ظاهرة البحث عن مدربين أجانب مرشحة للاستمرار والخلود , ولو أفلحت كوادرنا في التصفيات التمهيدية والنهائية , فإن مصيرها الاستبعاد والإقالة , لأن الأجنبي دائماً , بنظر أصحاب المصالح , أقدر على خوض المنافسات وتحقيق الانتصارات .
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
