، فالتاجر والمزارع والوسيط وكل أطراف العملية الإنتاجية والتسويقية يبتزون المستهلك الذي لا حول له ولا قوة ، وعلى هؤلاء أن يرحموا والدين يطالبهم ابناؤهم بمتطلبات يومية ، وارحموا طفلاً يشتهي ما لا طاقة لوالديه على تأمينه ، الصيام فريضة على كل مسلم ليشعر بنعمة الله عليه ، كما هي فريضة ليشعر بالمحتاجين والفقراء و لتدريب الناس على الصبر .
المواطن الميسور يساهم من غير قصد بزيادة أزمة المواطن من خلال آلية التسوق التي يتبعها هؤلاء حيث توحي بفقدان مادة ويلجأ هذا المواطن لأخذ احتياطاته وهذا يدفع التاجر لرفع الأسعار ، المطلوب من الجميع رحمة المواطن المحتاج ، هناك كثير من المزارعين يرفعون الأسعار نتيجة قلة الكميات المطروحة وعندما تسألهم عن الربح يجيبون بأن هذه أول سنة لا يخسرون فيها ويبيعون بالأسعار التي يريدونها ولذلك مطلوب منهم أن يقتنعوا بالقليل من الربح في هذا الشهر حسنة عن أرزاقهم ، و مطلوب كذلك من التاجر من مبدأ الحلال والحرام وزكاة عن أرباحهم أن يرضوا كذلك بربح يرضي شرع الله ويخرجون من حجج النقل وسعر صرف الدولار.
في رمضان يتذكر الجار جاره بما طبخه ، واليوم هناك أناس مهجّرون فقدوا بيوتهم وأعمالهم وكما يقال هم على باب الله وهؤلاء يقدمون فرصة للميسورين لفعل الخير بالتبرع وتوزيع الأغذية ومساعدتهم .
الظروف صعبة على الجميع وعلنا نرحم بعضنا بعضاً لتحقيق مقولة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وعلينا أن نخرج من دائرة رمي الاتهامات وتحميل كل طرف للآخر مسؤولية الغلاء فشهر رمضان أوله رحمه ولكن آخره عتق من النار .