صيف الغضب بدأ يجتاح تركيا بعد قطع الأشجار، وتحولَ الأمر من اقتلاع شجرة إلى مطالب للشعب التركي باقتلاع رجب أردوغان، الذي بدأت سطوته مع أركان حكومته يتصدعان بفعل صيحات الشعب في التظاهرات التي انطلقت صرختها الأولى من ساحة تقسيم وسط اسطنبول، صرخةٌ أشعلت الشرارة في المئات من المدن التركية بعد أن سمع الشعب التركي صداها فاستجاب لها ووصلت إلى جذور أردوغان في قلب العاصمة التركية أنقرة للاحتجاج على سياسته الفاشية، ليس هذا فقط بل عبرت المحيطات ووصلت إلى أمريكا ومن قبلها أوروبا فخرجوا متضامنين معها.
وفي لمح البصر تحول الشعب التركي من مواطنين يطالبون بحقوقهم التي يحاول صاحب الجلباب العثماني ابتلاعها، إلى متطرفين ولصوص بحسب تعبيرات أردوغان «السلطان»، الذي بدا كقطعة قماش بالية متهرئة وهو يطلق فرماناته وصرخاته المتعالية مهدداً ومتوعداً شعبه المنتفض عليه بالويل والثبور وعظائم الأمور.
قد يتمكن أردوغان من تكميم الأفواه في «تقسيم» وسجله الاسود في انتهاك الحريات شاهدٌ على ذلك، ولكن ما زرعه «السلطان» يحصده الآن وبكلفة مضاعفة وباهظة، وعلى حكومته إعادة حساباتها، وعليها أن تستمع للهمس في أذنها الذي يقول عهد العثمانية والفاشية قد ذهب وبالتالي عليها إعادة البرمجة على الذبذبة الجديدة.
daryoussi@hotmail.com