وهذا بالطبع لا ينطبق على اربع دول تطمح للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن.
واذا كانت الجمعية العامة للامم المتحدة النادي الدولي, الذي يقبل في عضويته أي دولة يمكنها ممارسة سيادتها, فان مجلس الامن الذي يضم في عضويته خمسة عشر دولة يعد الاكثر ممانعة في قبول دول اخرى في عضويته.
ومنذ انشائه, تشكل مجلس الامن من خمس دول دائمة العضوية تحظى بحق النقض (الفيتو), وهي اميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين, بالاضافة الى عشر دول اخرى لا تتمتع بمثل هذا الحق, ولكن بامكانها البقاء داخل المجلس لدورتين متتالتين.
وفي العودة الى عام 1948 , نرى بان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن كانت المنتصرة في الحرب العالمية الثانية, ولذا كانت في مركز يخولها ان تقرر ما هو الافضل للعالم حسب ما تراه هي.
واليوم فان قارات باكملها في مقدمتها اميركا اللاتينية وافريقيا لا دور لها في صنع القرارات الصادرة عن الامم المتحدة خصوصا تلك المتعلقة بالقضايا السياسية و الاقتصادية, ومما يثير القلق الاصلاحات غير متوازنة في هيكلية الامم المتحدة.
هناك عدة خيارات امام ست دول تسعى للحصول على العضوية الدائمة في مجلس الامن شرط عدم تمتعها بحق النقض الذي تتمتع فيه الدول الخمس الدائمة في المجلس وهي اميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والتي ابدت عدم استعدادها لتقاسم نفوذها مع دول اخرى في العالم.
وتتلخص الاصلاحات المعروضة الآن في الامم بمنح كل من قارتي افريقيا وآسيا مقعدين دائمين في مجلس الامن, مع منح مقعد واحد لكل من اوروبا واميركا اللاتينية, وزيادة عدد الدول غير دائمة العضوية في مجلس الامن الى احدى عشرة دولة.
و لا تحدد اقتراحات الاصلاح الخاصة بالامم المتحدة الدول التي قد تحصل على العضوية الدائمة في المجلس ولكن يعتقد انه سيكون في طليعتها كل من المانيا والبرازيل والهند واليابان, وهي دول سعت منذ فترة طويلة للحصول على هذا المطلب.
وقال كلاوس شاريوس احد كبار الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الالمانية الهدف هو ان نجعل مجلس الامن اكثر شرعية .
ويقول مؤيدو الدول الاربع( اليابان والمانيا والبرازيل والهند) ان انضمامها الى مجلس الامن سيساهم في تعزيز العملية الديمقراطية في العالم نظرا الى تمسكها بالنظام الديمقراطي, بالاضافة الى مساهماتها في ميزانية الامم المتحدة والتي تشكل 30% من ميزانية المنظمة الدولية.
وفي حين تعد الولايات المتحدة الدولة الاكثر مساهمة في ميزانية الامم المتحدة, فان اليابان تأتي بعدها مباشرة في هذا المجال.
ويقترح انان ان تصوت الجمعية العامة للامم المتحدة على اقتراح بحصول ست دول على العضوية الدائمة في مجلس الامن شرط عدم تمتعها بحق الفيتو, ولكن التصويت على مثل هذا القرار لن يكون سهلا نظرا للمعارضة الواسعة له من قبل دول مثل ايطاليا وباكستان, خصوصا ايطاليا التي وصف وزير خارجيتها الاسبوع الماضي انضمام اعضاء جدد الى مجلس الامن بالخطوة غير المفيدة .
ويرى الايطاليون ان التغيير في مجلس الامن يجب ان يكون بتفكيك النظام القائم على دعامتين , (الاعضاء الدائمين وغير الدائمين), لا تقويته.
واعربت الولايات المتحدة عن رضاها عن المقترحات الخاصة باصلاح هيكلية الامم المتحدة, لكن دبلوماسيين اوروبيين قالوا يوم الجمعة الماضي هناك خيبة امل لان واشنطن لم تضطلع بدور اكثر حيوية, والناس يرون ان الوقت قد حان لزيادة فعالية مجلس الامن .