واحداً من الكتب المهمة التي صدرت عقب هجمات الحادي من سبتمبر على أميركا، كونه يكشف أبعاد وملامح جانب من رؤية وقراءة الدارسين الأميركان للإسلام تاريخاً وحضارة، خاصة أنه يضع الكثير من الأمور في مواضع المقارنة.
الكتاب يسعى إلى رسم صورة بانورامية عن الإسلام شعائره وعباداته والمأكل والمشرب والملبس، والتاريخ السياسي والعسكري في القرون الوسطى من وجهة نظر من عاشوا ذلك الوقت، وبرؤية ومنهج أكاديميين. ويتناول الكتاب مجموعة واسعة من المسائل التي ترتبط بالحياة اليومية وتطوراتها في كثير من المجتمعات والأقاليم التي شكلت العالم الإسلامي منذ بداياته في الجزيرة العربية في القرن السابع عشر الميلادي حتى نهاية القرن الثالث عشر، وقد أوضح المؤلف أن اختياره لعام 1300م نقطة فاصلة في دراسته «لأن العالم الإسلامي تحول إلى موقع مختلف في مجالات كثيرة عشية غزو بغداد عام 1258م، وفي نهاية الحملات الصليبية في الشرق الأدنى في تسعينيات القرن الثالث عشر، وبداية نشوء الحكم العثماني في الأناضول في أوروبا الشرقية في بداية القرن الرابع عشر، وتراجع خطر المغول في عشرينيات القرن الرابع عشر». ويهتم فصل «المدن» بالحياة اليومية في ثلاثة مراكز عالمية، هي: دمشق وبغداد والقاهرة، لأن دمشق من أقدم المدن المأهولة في العالم، وحيث تأسست عاصمة الخلافة الأموية من عام 661م حتى عام 750م، كما تأسست بغداد في عام 762م، والقاهرة في عام 969 بوصفهما مدينتين للقصور والخلافتين الآتيتين: العباسية «750م – 1258م» والفاطمية «909 – 1171م»، وتمثل هذه العواصم الثلاث موضوعات خاصة بالسلالات السياسية والدينية لحاكميها وأقاليمها.
ويركز المؤلف على ما يتعلق بالحياة المدنية في تلك المدن، أي حول ما يشتريه سكان هذه المدن أو يبيعونه في أسواقهم، وأي البضائع يصنعون وأي المحصولات ينتجون، وأي نقود يستخدمون وكيف سافروا ونقلوا بضائعهم من مدينة إلى أخرى، ونوعية البيوت التي سكنوا فيها وما أكلوه وشربوه وأي أساليب في الري استخدموا في مناطقهم الزراعية.