أنتَ الخـلودُ، وعمرُ خلدِكَ دائمُ
في يومِ ميلادي رأيتُكَ باسماً
عندَ الشبابِ رأيتُ مجدَكَ يَبسِـمُ
أجدادُنا أعطوا الأنامَ حضارةً
فخرُ الأولى، في موطنٍ هو أقدَمُ
مِنّا الأوائلُ والأباةُ، ودينُهُم
قيمُ السلامِ، نعيشُـها، نَستلهِمُ
نبني ونعلي شـأنها كي تغتَني
فَليسـألوا التاريـخَ كَم يتَكلّمُ
وبقيتَ في هامِ المعالي شامخاً
يا موطني، الإنسـانُ فيكَ مكرَّمُ
••
إن راموا فيكَ مضرّةً وإسـاءةً
أو رامَ منكَ النيلَ وَغدٌ، مُجرِمُ
القتلُ ليـسَ شـريعةً نحيا بها
عيشُ التسامحِ فخـرُنا، لا نَظلِمُُ
فليرحلوا، ما همّنا إرهابهُـم
شيطانهم في قبرِ مكـرٍ يُرجَـمُ
إن شوّهوا أو زوّروا أو أنكروا
الحقُّ يَظهَرُ، والحقيقةُ تـحسِمُ
كَم خابَ ظنُّ الطامعينَ وفَألهُم
ردّوا على أعقـابِهِم، وتَقزّموا
نحنُ على دربِ الكرامةِ والعُلى
يبقى طهوراً تُربُ أرضِكَ، يَسلَمُ
وإذا القلوبُ تلاطمَت أحزانُها
ألفيـتَ كلَّ نفوسِـنا تتراحَـمُ
••
يا موطِناً، عشقَ الرسالةَ أهلُه
يتعلّـمُ الإنسـانُ منها، يَعلَـمُ
لا فرقَ في الأديانِ تسمو قيمةًً
دينُ المسيحِ ودينُ أحمدَ، مُسلِمُ
الديـنُ عندَ اللهِ حبٌّ طبعُـهُ
والنـاسُ في ديـنِ المحبّةِ تَنعـمُ
إنَّ الحياةَ مكارمٌ وتسـامحٌ
والعنفُ موتٌ، والعداوةُ مـأتَمُ
كلُّ الخليقةِ في المكانةِ، واحدٌ
والعدلُ عنـدَ اللهِ عـدلٌ مُبرَمُ
بالحبِّ نُعلي شأنَنا ووجـودَنا
واللهُ يشـهدُ كم نُباهي ونَغنَمُ
ما دُمنا في وطنِ المحبّةِ نهتدي
نفـديهِ بالأرواحِ، يَزهو، يَنعَمُ
سيسجّلُ التـاريخُ إنّا ها هنا
إن أنصفَ التاريخُ لا، لا يرحَمُ
••
العصرُ عصرُ تسابُقٍ وتناحُـرِ
كيفَ الفضائلُ تُبتَغى أو تًسلَمُ؟
لم تبقَ للإنسـانِ فيهِ كـرامةٌ
وكرامـةُ الإنسانِ هدراً تُجذَمُ
مَن فوّضَ الباغين حتى أفسدوا
ذاكَ الجمـالَ بكونِنا، يتـرنّمُ
تُبَّت أياديهم، ومَهما أفسدَت
سيطالُها سيفُ الحسابِ وتُقضَمُ
طوبى لِمَن جَعلَ المكارمَ شأنَهُ
والرأيُ فيها، والعـزيمةُ تُجزَمُ
النسرُ يأبى أن يكـونً مقيّداً
قِممُ الجبالِ عصيّةٌ، لا تُهـدَمُ
••
وطني، بنوكَ تسابقوا فافخرْ بهِم
صوبَ المآثـرِ، والمآثرُ تُغنَـمُ
فسياجُ حصنِكَ للإبـاءِ شموخُهُ
وعيونُ أهلِكَ لا تنامُ، وتُقسِمُ
صرحُ الشهادةِ في رُباكَ مقدّسٌ
والظلمُ مهزومٌ، وكيدهُ يُهـزَمُ
في كلِّ شـبرٍ مِن تُرابِكَ َمَعلَمٌ
للنـاسِ يعطي قـدوةً، ويُعلِّمُ
فيكَ السعادةُ، والحياةُ عزيزةٌ
فمحبّـة الأوطـانِ لا تَتقيَّـمُ
وطني، وإنْ خُيّرتُ عنكَ بموطنٍ
إلاّكَ لا أرضى، وباسمكَ أُقسِمُ