تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وطني ولا أرضى بديلاً

الملحق الثقافي
4-6-2013م
د. عيسى الشمّاس: وطَني وفيكَ الحبُّ إرثٌ قائمُ

أنتَ الخـلودُ، وعمرُ خلدِكَ دائمُ‏

في يومِ ميلادي رأيتُكَ باسماً‏

عندَ الشبابِ رأيتُ مجدَكَ يَبسِـمُ‏

أجدادُنا أعطوا الأنامَ حضارةً‏

فخرُ الأولى، في موطنٍ هو أقدَمُ‏

مِنّا الأوائلُ والأباةُ، ودينُهُم‏

قيمُ السلامِ، نعيشُـها، نَستلهِمُ‏

نبني ونعلي شـأنها كي تغتَني‏

فَليسـألوا التاريـخَ كَم يتَكلّمُ‏

وبقيتَ في هامِ المعالي شامخاً‏

يا موطني، الإنسـانُ فيكَ مكرَّمُ‏

••‏

إن راموا فيكَ مضرّةً وإسـاءةً‏

أو رامَ منكَ النيلَ وَغدٌ، مُجرِمُ‏

القتلُ ليـسَ شـريعةً نحيا بها‏

عيشُ التسامحِ فخـرُنا، لا نَظلِمُُ‏

فليرحلوا، ما همّنا إرهابهُـم‏

شيطانهم في قبرِ مكـرٍ يُرجَـمُ‏

إن شوّهوا أو زوّروا أو أنكروا‏

الحقُّ يَظهَرُ، والحقيقةُ تـحسِمُ‏

كَم خابَ ظنُّ الطامعينَ وفَألهُم‏

ردّوا على أعقـابِهِم، وتَقزّموا‏

نحنُ على دربِ الكرامةِ والعُلى‏

يبقى طهوراً تُربُ أرضِكَ، يَسلَمُ‏

وإذا القلوبُ تلاطمَت أحزانُها‏

ألفيـتَ كلَّ نفوسِـنا تتراحَـمُ‏

••‏

يا موطِناً، عشقَ الرسالةَ أهلُه‏

يتعلّـمُ الإنسـانُ منها، يَعلَـمُ‏

لا فرقَ في الأديانِ تسمو قيمةًً‏

دينُ المسيحِ ودينُ أحمدَ، مُسلِمُ‏

الديـنُ عندَ اللهِ حبٌّ طبعُـهُ‏

والنـاسُ في ديـنِ المحبّةِ تَنعـمُ‏

إنَّ الحياةَ مكارمٌ وتسـامحٌ‏

والعنفُ موتٌ، والعداوةُ مـأتَمُ‏

كلُّ الخليقةِ في المكانةِ، واحدٌ‏

والعدلُ عنـدَ اللهِ عـدلٌ مُبرَمُ‏

بالحبِّ نُعلي شأنَنا ووجـودَنا‏

واللهُ يشـهدُ كم نُباهي ونَغنَمُ‏

ما دُمنا في وطنِ المحبّةِ نهتدي‏

نفـديهِ بالأرواحِ، يَزهو، يَنعَمُ‏

سيسجّلُ التـاريخُ إنّا ها هنا‏

إن أنصفَ التاريخُ لا، لا يرحَمُ‏

••‏

العصرُ عصرُ تسابُقٍ وتناحُـرِ‏

كيفَ الفضائلُ تُبتَغى أو تًسلَمُ؟‏

لم تبقَ للإنسـانِ فيهِ كـرامةٌ‏

وكرامـةُ الإنسانِ هدراً تُجذَمُ‏

مَن فوّضَ الباغين حتى أفسدوا‏

ذاكَ الجمـالَ بكونِنا، يتـرنّمُ‏

تُبَّت أياديهم، ومَهما أفسدَت‏

سيطالُها سيفُ الحسابِ وتُقضَمُ‏

طوبى لِمَن جَعلَ المكارمَ شأنَهُ‏

والرأيُ فيها، والعـزيمةُ تُجزَمُ‏

النسرُ يأبى أن يكـونً مقيّداً‏

قِممُ الجبالِ عصيّةٌ، لا تُهـدَمُ‏

••‏

وطني، بنوكَ تسابقوا فافخرْ بهِم‏

صوبَ المآثـرِ، والمآثرُ تُغنَـمُ‏

فسياجُ حصنِكَ للإبـاءِ شموخُهُ‏

وعيونُ أهلِكَ لا تنامُ، وتُقسِمُ‏

صرحُ الشهادةِ في رُباكَ مقدّسٌ‏

والظلمُ مهزومٌ، وكيدهُ يُهـزَمُ‏

في كلِّ شـبرٍ مِن تُرابِكَ َمَعلَمٌ‏

للنـاسِ يعطي قـدوةً، ويُعلِّمُ‏

فيكَ السعادةُ، والحياةُ عزيزةٌ‏

فمحبّـة الأوطـانِ لا تَتقيَّـمُ‏

وطني، وإنْ خُيّرتُ عنكَ بموطنٍ‏

إلاّكَ لا أرضى، وباسمكَ أُقسِمُ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية