وسما إلى روضِ الجنان وحلَّقا
ونما على شفتي القريضُ لأنني
صلّيتُ باسمِكَ كلُّ حرفٍ أورقا
فيضُ المعاني كادَ يُغرِقُ خاطري
رحماكَ جِدْ لي من عيونِك زورقا
فكأنني في جنةِ الخلدِ التي
هي موعدُ الشهداء مع أهل التقى
في جانحيكَ أطيرُ فوق عوالم
أنى التفتُّ أرى جمالاً مغرقا
أيَّارُ كم من نعمةٍ موفورةٍ
أعطاكها الرحمنُ لما أغدقا
أنا في رباكَ وجنةِ الخلدِ التي
غنى بها بردى الجمال وصفَّقا
أنا في دمشقِ الصامدين على المدى
الرافعينَ بكل ساحٍ بيرقا
أنا في دمشقَ وقاسيونُ إبائها
طودٌ على الأعداء صعبُ المرتقى
سل برلمانَ الشَّامِ عن شهدائِها
أيامَ طعمُ الموتِ طابَ تذوقا
نثروا الدِّماءَ بكلِّ أفقٍ شعلةً
زرعوا الجراحَ بكلِّ روضٍ زنبقا
عشقوا سناها ارخصوا أرواحَهم
فهي الشآمُ وحقُّها أن تُعشقا
••
أيَّارُ هلْ لي من سناك ضُمامةٌ؟
فالظلمُ في أرضِ العروبةِ أطبقا
أيَّارُ هل لي من شموخِك همةُ
قلبي على قومي يذوبُ تَحرُّقا
في شرقنا العربي ألفُ جريمةٍ
واغتالنا الدولار حتى أرهقا
هو حاكم أرخى العنان لغيه
ويسومنا الإذلال حكماً مطلقا
يدهُ على الأوطان ألفُ مخربٍ
تلقَ الحكيم لديه دوماً أخرقا
في كلِّ محرابٍ لديه عقيدةٌ
وبكلِّ ناحيةٍ يجهزُ خندقا
صهيون جاء لكي يبدد شملنا
زرع الخلاف بجمعنا فتفرقا
يستنصرون به وفيهِ هلاكُنا
من يجهل التاريخ كان الأحمقا
أولم يروا في سنمارٍ عبرةً
لما بنى للظالمين خورنقا
في السِّلمِ كمْ ملِكٍ يُعَظَّمُ عرشُهُ
وتراهُ في يومِ الوقيعةِ بيدقا
••
ودمشق أم للعروبةِ رحبةٌ
في أرضها الفيحاء طاب الملتقى
فتنبهوا قبل الفواتِ لأنه
سيف القويُّ بكل ساح يتقى
“والحق ما سنَّ القوي بسيفهِ”
إذ ليس تنفعنا التمائم والرقى
هذي السفينة وحدة وتضامنٌ
فتمسكوا بالحق كي لا نغرقا
لا عاصمٌ إلا بوحدة أمتي
تعصى الرماح إذا أبين تفرقا