وأنّ الأمهات يجئن من وجعٍ بعيدْ..
ــ صباحُ الخير
ما أحلاك يا روحي..
ــ صباحُ النور..
ــ اليوم تأتي قريةٌ
كي تشتهيك..
وغداً أنشِّفُ شعركَ الفحمي
أُرضّعُ حزنكَ الشفّاف فوق مخدّتي..
أطرّزُ “ولدناتك” في ثيابي
وأطير فيكْ...
فلم يعد سرّاً بأنّك قد شبَبْتَ..
وصارت الدعواتُ لا تقوى عليكْ...
فاكتبْ لي “بخطّ الإيد” أغنيةً
وخلّيني أغنّيها..
أجرُّ لها العتابا
من خوابي الدّارْ
من حنين العزّ بين رموشك الخرساءْ..
وكما تقول: كلّنا من ماءْ..
أغنّيها لتنساني همومُ البيت..
أغنّيها لكي أنساكْ..
أغنّيها لكي ألقاكْ..
.. لم يعد سرّاً بأنّ الرّوح مئذنةٌ وناقوسٌ
وأنتَ العيدْ...
سجّاد الصلا أنتَ
ومحرمةُ العروسْ
نَتَّفت روحي وراحتْ وردة في الشامْ
يا شام.. ردّيني إلى ولدي
ردّي سمارَهُ.. غناءَهُ.. المنهوبْ
فكلّ سهلاً
وكلّ أهلاً
يخبّئها له “الزاروب”..
كلُّ خمر أحبَّ
وزهر أحبَّ
وماء أحبَّ
وقلب بلاده وأمّه المنكوبْ..
يا شام.. أعرفُ
لن يتوبَ.. و لن يتوبَ
ولنْ يتوبْ...
••
قولي له يا شام
أن لا يؤوبَ..
أن لا يُصالحَ أو يُهادنَ
أو يتوبْ...
قولي له: غنّ “بخطّ الإيد أغنيةً”
وخلّيني أغنّيها..
لتنساني هموم البيتِ والجيرانِ
لهفي من منازلهم إليكَ
قبائل الياسمين شبّت من يديكَ
ورقعة في القلب تكفيني
وتكفيك...
لم يعد سرّاً بأنَّ النور صار مؤذَّناً
من دون صوتٍ يا حبيبي..
والأخيار استحوا من مُلكهم...
صاروا وروداً أو قذائف
طاهراتٍ في يديكْ...
أكتب على عينيكْ..
دمُكَ روح البريدْ...
فلم يعد سرّاً بأنّ النوم ولّى
وأنّ الذلّ ولّى
وأنَّ حنانَ العمرِ قَدِمَتْ..
من وَجَعٍ بعيدْ...
وأنَّ حنانها.. عيدٌ.. وعيدٌ.. وعيدٌ
.... وعيدْ
لم يعد سرّاً بأنّ النومَ ولّى..
وأنّ الأمّهاتِ.. وأنّ المعجزاتِ
يَجِئْنَ من وجعٍ بعيدْ...
صباحُ الخير.. أنتَ العيدْ...
أنتَ العيدْ..