تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شرايين الإرهاب تتقطع ومخططات الغرب تتهاوى

متابعات سياسية
الأربعاء 15-7-2015
منير الموسى

الغرب غذى تنظيم القاعدة، في سورية، للوصول إلى هدفه الجيو الاقتصادي الأكبر وهو خط أنابيب الغاز من حقل بارس الجنوبي عبر قطر - التي تدعمه بشكل غير مباشر ولكن بشكل فعال لمده عبر السعودية والأردن للوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط،

بالتنافس مع خط أنابيب بين إيران والعراق وسورية، وهو الخط الذي جاءت داعش لتمنع مده، ما دام الشعب السوري يتمتع بسيادته وما دامت قيادته الحكيمة تقاوم كل المشروعات المشبوهة التي تريد إتباع سورية بالهيمنة الغربية.‏

كل البؤر الإرهابية حول دمشق، والمدن الأخرى هي من صنع الغرب، ولكل بؤرة مهمة هي المساهمة في إسقاط الدولة ونزع سيادتها لتمرير المشروعات الغربية.‏

الولايات المتحدة قوضت وقلبت حكومات ديمقراطية كثيرة، كحكومة مصدق في إيران (1953) وغواتيمالا (1954) والبرازيل ( 1964) والكونغو (1964 ) ونيكاراغوا ( 981) وهاييتي (2004) وحاولت الأمر نفسه في فنزويلا لأن الخيار الديمقراطي للشعب لم يفض إلى حكومة تابعة للغرب وللشركات المتعددة الجنسيات، واليوم تريد تقويض الحكومات عن طريق التنظيمات الإرهابية، بل أرادت إقامة أكثر من دولة يحكمها تنظيم القاعدة الدولي أو تنظيم الإخوان المسلمين العالمي الذي فشل في مصر وتونس والآن على طريق الفشل في ليبيا وتركيا.‏

ولطالما داعبت أنقرة فكرة سلخ منطقة باتجاه الرقة كي تدعم بلا هوادة طريق الإمداد عبر تل أبيض شمال سورية الذي هو الممر الرئيس لنقل الإرهابيين والسلاح إلى الداخل السوري، والتزود بالنفط المسروق عبر داعش مقابل مدها بالعتاد والعناصر، وانقطاع طريق تل أبيض مؤخراً جعل أردوغان في أعلى درجات القلق. أربع سنوات وأردوغان يخرق القانون الدولي في سورية بسرقة آثارها ونفطها ومعاملها، وتدمر مجموعاته الإرهابية البنى التحتية السورية وتقتل الأبرياء قتلاً جماعياً. أما المجتمع الدولي الذي تهيمن عليه واشنطن فيغمض عينه بذريعة المحافظة على الأمن الوطني التركي.‏

لقد كشفت تقارير أن الجيش التركي يريد في أي هجوم على سورية أوامر مكتوبة من حكومة جديدة، ولكن تشكلها لن يكون قبل الخريف، والموقف التركي هش لا يخول أردوغان المناورة. لذلك قد تلجأ حكومة تركيا إلى الطلب من المجموعات الإرهابية شن هجمات انطلاقاً من الأراضي السورية على قرى تركية لتستخدم كذريعة تجبر الجيش التركي على العمل على الفور، لإنقاذ المشروع الأميركي المتهاوي. لأن سقوطه يعني سقوط كل الحكام الإقليميين الذين تورطوا في دعم الإرهاب. وشاع أن القوات التركية والأردنية منتشرة على الحدود السورية تتحضر لعدوان عسكري، وكلا النظامين لا حول ولا قوة لهما سوى أن ينفذا أوامر واشنطن ففيهما تدربت داعش وجبهة النصرة الإرهابيتان، وتنويان سلخ منطقتين واحدة لمصلحة إسرائيل والأخرى لمصلحة تركيا. بالترافق مع الحلم بمنطقة حظر جوي فوقهما.‏

داعش على حدود الأردن وفلسطين المحتلة وعلى حدود تركيا، ترى لماذا داعش لاتستهدفهما ما دامتا تدعيان محاربة الإرهاب؟ لأنهما من غلمان الإمبراطورية! فلماذا تحاربه الأردن ما دام مسؤول فيها يعلن بكل صلف تكثيف تدريب من سماهم «الرجال المسلحين» على حرب الشوارع! لإرسالهم إلى سورية بأسرع وقت بذريعة مكافحة داعش، وذلك مثلما تدرب تركيا الإرهابيين في أنجرليك، ومثلما تدربهم إسرائيل وتعالج جرحاهم. أما حكام السعودية وقطر ذوو الطابع الإيديولوجي الوهابي، فإن المطلوب منهم فقط تعميم ثقافة الإرهاب والقتل والفكر الديني المتطرف والدعم المالي، ولا يفقهون في الاستراتيجيات الدبلوماسية أو السياسية أو العسكرية شيئاً.‏

وميزانية تنظيم داعش السفاح يقال إنها بلغت ملياري دولار جاءت من عدة مصادر: التمويل الخليجي، بيع النفط، وتجارة جوازات السفر وتهجير الناس إلى أوروبا عبر تركيا والذين يغرق معظمهم في البحر «10آلاف غريق ومثلهم مفقودون»، ونهب مصرف الموصل وسرقة الآثار، أما دعمه من الغربيين فيتم عبر مصرف HSBC في هونغ كونغ وفروعه في المنطقة التي تلعب لعبة خصخصة الإرهاب، وفضائح تمويله للإرهاب من خلال تبييض الأموال وتجارة المخدرات والتهرب الضريبي فاحت رائحتها العفنة.‏

ويوجد أخرون أيديهم ملطخة بدماء الشعوب وبدماء المهاجرين الذين غرقوا في البحر المتوسط. فعلاوة على داعش وجبهة النصرة وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ونيكولا ساركوزي وديفيد كاميرون، هناك الاخوية الدولية للمثقفين ومجموعات أشباه اليسار التي صفقت لكل تدخل امبريالي، وأيدت حرب الاطلسي على ليبيا بحجة أنها مهمة انقاذ «إنساني» وتؤيد عدوان السعودية على اليمن، واعتبرت الإرهاب في المنطقة ثورة وحركة تحرر. ومن أعضائها جوان كول أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميشيغان الذي حول موقعه الالكتروني إلى منبر للدعاية للحروب الامبريالية منذ آذار 2011. وللمشروعات المشبوهة التي أرادت إلحاق سورية بالهيمنة الغربية.‏

شرايين الإرهاب تتقطع والمشروعات المشبوهة تتهاوى، في كل الجبهات السورية ومعركة الزبداني ستكون، كغيرها من المعارك التي انتصر فيها جيشنا والمقاومة، وثبة كبرى نحو الانتصار الكبير، وسيموت بغيظه كل من تربص شراَ بسورية التي لن تكن قصيرة حربة في الدفاع عن سلامة أراضيها.‏

. لقد كتب ميشيل رامبو أنه «من المنصف أن نحيي تصميم سورية البلد الشرعي ومؤسساته وجيشه وشعبه على القضاء على الإرهاب، هذا التصميم الذي بفضله نأمل أن تخرج منتصرة من المحنة، قوية بكل أبنائها ومكوناتها، لتظل تعددية ومتسامحة كما كانت دوما».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية