تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليس هكذا يواجه الإرهاب..

كواليــس
الأربعاء 15-7-2015
ريم صالح

كم كان مضحكاً حديث أجهزة الاستخبارات التركية والأردنية عن رفع الإجراءات الأمنية في البلاد إلى الدرجة القصوى، والذريعة المختلقة لدغات داعشية، قد تنفث سمومها الوهابية والإخوانية في عقر دار من احتضنها ورعاها إلى أن اشتد عودها!.

المثير للغرابة هنا أنه في غرف «الموم» و«الموك»، لم يكن لعب سليل العثمانية و«النشمي» الأردني من تحت الطاولة على الإطلاق، أو حتى من وراء الكواليس، وإنما كان التآمر على سورية وحقنها بشكل دوري بجرعات إرهابية وانتحارية، وإن كان بلبوس «الاعتدال والوطنية» مكشوفاً على اتساع الكرة الأرضية، يَتردد عبر الأثير، وتُجاهر به الفضائيات الخليجية والناتوية، بل يُبازر به في الأروقة الأممية، وتفضحه الوثائق الويكليكسية والدهاليز الدبلوماسية مزدوجة المعايير.‏

إذاً ما الذي جرى الآن؟.‏

أهي حركة «خفة» سياسية من باب التلميع الإعلامي، ينشدها كل من الواهم العثماني والمقامر الأردني في جديد حربهما السينمائية على التنظيمات الإرهابية؟ حيث الويل والثبور وعظائم الأمور للدواعش وإخوانهم ولكن على الشاشة فقط؟ أم إنه الأدرينالين يعلو فجأة في عروق أصحاب الجلالة والسيادة المتكلسة أصلاً، ليصيبهم بنوبات صرع وجودية على شكل اختلاجات داعشية، سترتد عاجلاً أم آجلاً إلى اليد التي أوجدت اللحى والرايات السوداء ودعمتها وغذتها إلى أن وصلت إلى هذه الدرجة من التوحش والتغول.‏

في صالونات النفاق السياسي، إذا نطق أردوغان وعبد الله وأفتيا بأن داعش باتت وبقدرة قادر مخلوقات فضائية لا يمكن قهرها حيث الدعم والمدد يأتيها من قوى غيبية، فلا تجبهما، فخيراً من إجابتهما السكوت، وإن تبدلت ألسنتهما السياسية وتلونت لكناتهما الدبلوماسية بأن عشرة آلاف متطرف تركي داعشي في انتظار ساعة الصفر فلا تصدق، فوراء أكمة «جهابذة» آخر زمان ما وراءها، وفي جعبهم التآمرية المزيد من القنابل التفتيتية على اختلاف عياراتها التفجيرية، وإن كانت بانتظار الصفارة الأميركية، ومن يعش يرَ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية