تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انتصار تاريخي

حدث وتعليق
الأربعاء 15-7-2015
ناصر منذر

الإعلان رسميا عن التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، يشكل انتصارا تاريخيا للجمهورية الإسلامية الإيرانية،التي انتزعت بحنكتها الدبلوماسية، وصلابتها المعهودة حقها في امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية.

والانتصار في النووي الإيراني من شأنه التسريع في التغيرات الدولية الحاصلة لمصلحة المنطقة وشعويها، من خلال اعتراف العالم أجمع بأن ايران لا تشكل أي خطر على المنطقة كما دأب الكيان الصهيوني وأجراؤه في الخليج على الترويج له منذ سنوات طويلة، وإنما الإرهاب الممول خليجيا هوالخطر الداهم على المنطقة والعالم برمته.‏

ولا شك أن الكيان الصهيوني هو على قائمة الخاسرين، فنتنياهو الذي وضع كل إمكانياته كي لا يبصر الاتفاق النور، يرى وفق رؤيته العنصرية أن الاتفاق من شأنه أن يخفف التوترات بين إيران والغرب، وهذا من شأنه أن يعيد انتباه العالم إلى القضية الفلسطينية من جديد، وما يترتب على ذلك من إعاقة لمشاريعه التوسعية والاستيطانية، فضلا عن أنه خسر ورقة استخدام البعبع النووي الإيراني، والتي كان يدفع من خلالها الدول الخليجية لشراء المزيد من الأسلحة من الشركات الصهيونية والغربية.‏

الانتصار الإيراني هو أيضا عنوان هزيمة ثقيلة للأنظمة المستعربة، التي عجزت عن قراءة خريطة الأحداث، واعتمدت على الأوهام التي باعها إياها الغرب، ولا شك أن الصدمة ستقع على رؤوس حكامها، وعلامات القلق وخيبة الأمل لن تفارق وجوههم، ولاسيما أولئك الذين صوروا إيران بأنها العدو الأكبر، واستثمروا أموالهم في التحريض على استهدافها وشن الحروب ضدها.‏

أميركا وأتباعها الأوروبيون ربحوا أيضا من الاتفاق المنجز، باختيارهم طريق الحوار، بدل أسلوب التهديد والوعيد، بعد أن تيقنوا عقمه، واستحالة تطبيقه، وقد استطاعت إيران بقوة صبرها الاستراتيجي أن تثبت للعالم بأن أسلوب الحوار والمنطق، لا بد وأن يتغلب على نهج الإرهاب والتطرف.‏

ما بعد الاتفاق سيكون مختلفا بالمطلق عما قبله، والمنطقة اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الحسابات التي تستعد لها الدول الرابحة، والأخرى القلقة والمتخوفة من الانعكاسات المستقبلية للاتفاق، ولكن مهما كانت حالات الترقب والانتظار، فإن المخاوف مما تتعرض له المنطقة من هجمات إرهابية تقودها أميركا وأتباعها ستبقى هي الطاغية، حتى يتم القضاء على الإرهاب من جذوره.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية