تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تاريخ البرنامج النووي الايراني وعودة الحياة للمفاوضات

الثورة -رصد وتحليل
أخبار
الأربعاء 15-7-2015
لو كانت الولايات المتحدة تعلم أن إيران ستصل إلى ما وصلت إليه في هذا اليوم التاريخي الذي وقعت فيه طهران مع الدول العظمى على نص الاتفاق النووي النهائي عبر مفاوضات دامت لأكثر من عشر سنوات

لما شاركت في خمسينيات القرن العشرين في البرنامج النووي الإيراني زمن الشاه إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران ، و بعد الثورة أمر روح الله الموسوي الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، و أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، ، وقد خضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة آية الله في عام 1989. وقد شمل البرنامج النووي الإيراني عدة مواقع بحث اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرافق معالجة اليورانيوم التي تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة المعروفة.‏

الرئيس روحاني والبرنامج النووي الإيراني :‏

عقب فوز حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية، سلطت وكالات الأنباء الأضواء على الدور الذي سيلعبه الرئيس في الملف النووي الإيراني، إذ كان قد تولى منصب كبير المفاوضين النوويين في إيران في الفترة من 6 تشرين الأول 2003 مع 15 آب من 2005، وهي الفترة التي شهدت ذروة الاهتمام الدولي بالبرنامج النووي الإيراني؛ واعتماد قرارات شديدة اللهجة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏

وأعلن روحاني بعد فوزه أنه ينوي أن يتواصل بشكل إيجابي مع العالم، ويجري مفاوضات «نشطة أكثر» بشأن البرنامج النووي لبلاده،‏

عودة الحياة للمفاوضات‏

بدأ الجدل حول برنامج إيران النووي يتصاعد منذ عام 2002 بعد الكشف عن منشأتين نوويتين سريتين في نطنز وأراك وسط البلاد، وافقت طهران إثر ذلك على أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش لمواقعها النووية.‏

عثر عقب ذلك مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على آثار ليورانيوم مخصب، ومنحوا إيران مهلة تنتهي في سبتمبر عام 2003.‏

تعهدت إيران في تشرين الأول عام 2003 بتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم خلال زيارة غير مسبوقة قام بها وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى طهران، وتم توقيع اتفاق بالخصوص في نوفمبر عام 2004 .‏

استأنفت إيران انشطتها النووية في منشأة أصفهان في أغسطس من عام 2005 بقيادة رئيسها الجديد المحافظ آنذاك محمود أحمدي نجاد، ما دفع الأوروبيين إلى مقاطعة المفاوضات.‏

قررت الدول الخمس الكبرى في كانون الثاني عام 2006 رفع القضية إلى مجلس الأمن، وردت طهران متحدية بالإعلان عن نجاحها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5% ورفضت فيما بعد دعوات السداسية الدولية المطالبة بوقف عمليات التخصيب وتقوم زيادة على ذلك بتدشين مصنع للمياه الثقيلة في أراك.‏

فرض مجلس الأمن في ديسمبر عام 2006 أولى عقوباته ضد إيران، وتم تشديدها لاحقا بانتظام، إضافة إلى فرض عقوبات أحادية ضد طهران من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.‏

واصلت إيران الإعلان عن نجاحاتها النووية، وأكدت في عام 2007 أنها تخطت عتبة 3000 جهاز طرد مركزي، وهو معيار رمزي يتيح لها نظريا صنع المادة الأولية للقنبلة الذرية.‏

وفي عام 2009 دشنت إيران أول مصنع لإنتاج الوقود النووي في أصفهان، فيما ندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ببناء طهران لموقع سري ثان لتخصيب اليورانيوم في فوردو.‏

بدأت إيران في فبراير عام 2010 في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % في نطنز بعد فشل الاتفاق على تخصيب اليورانيوم خارج البلاد.‏

جمد الاتحاد الأوروبي في عام 2012 أموالا للبنك المركزي وفرض حظرا نفطيا، وتم استئناف المفاوضات بعد توقف تواصل أكثر من عام.‏

عادت الروح إلى مفاوضات إيران والسداسية بعد تولي الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني السلطة عام 2013 ، وحصل على موافقة من المرشد الأعلى لإجراء المفاوضات.‏

أفضت مفاوضات جرت في جنيف في تشرين الثاني 2013 إلى اتفاق لمدة 6 أشهر يحد من أنشطة إيران النووية الحساسة مقابل رفع قسم من العقوبات.‏

بدأت في شباط عام 2014 مفاوضات على مستويات مختلفة بين السداسية وإيران بهدف التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي، إلا أنها فشلت ومددت المفاوضات مرتين لفترة إجمالية بلغت 11 شهرا، وبالتوازي مدد أيضا الاتفاق المرحلي.‏

وفي خاتمة المطاف، تم في فيينا في 14 تموز التوقيع على اتفاق بين إيران والسداسية بعد 21 شهرا من المفاوضات وجولة أخيرة استمرت 17 يوما.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية