تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... في لعبة الضغوط والعقوبات.. الحوار يهزم الحرب

الصفحة الأولى
الأربعاء 15-7-2015
كتب علي نصر الله

إيران كانت ندّاً ذكياً للولايات المتحدة، قال الرئيس باراك أوباما، وروسيا ستبذل الجهود القصوى كي يساهم الاتفاق النووي مع إيران بتشكيل تحالف واسع لمحاربة الإرهاب، أكد الرئيس فلاديمير بوتين،

وفيما اعترفت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن الاتفاق لم يكن سهلاً، راح بنيامين نتنياهو يلعق الجراح ويشغل نفسه بما لن يفيد أو ينفع سواء عزم على التوجه إلى واشنطن أم إلى الإيرانيين عبر حسابه الالكتروني الذي افتتحه باللغة الفارسية.‏

من حق الشعب الإيراني أن يحتفل، ومن حق الرئيس حسن روحاني أن يهنىء شعبه وحكومته، ومن حق فريق إيران المفاوض أن يفخر بقوته وبقدرته ليس على رفض وعدم تقديم أي تنازلات، بل أن يفخر بقدرته على فرض خيار الحل المتاح الذي يحفظ لبلاده أمنها واستقرارها وإنجازاتها، ومن حق إيران أن تفاخر لأنها بهذه الخطوة التاريخية التي حققتها مع (السداسية الدولية) ستفتح طريقاً للحوار حول كل القضايا الدولية الشائكة والعالقة وحول كل الملفات الصعبة والمعقدة، ذلك أن نجاح تجربة الحوار من أجل النووي هو نجاح يُؤسَسُ عليه ويُقتدى به إذا توافرت الإرادات السياسية لدى الأطراف الدولية المتنازعة أو المختلفة.‏

إذاً بعد 13 عاماً من التفاوض والنقاش والتهديد والمماحكة أغلقت إيران ومجموعة 5+1 واحداً من أعقد الملفات التي شغلت العالم باتفاق متوازن لا ثغرات فيه يستغلها الغرب وأميركا ضدها لاحقاً، ولا يحرر إيران من أي رقابة على برنامجها النووي، لكنه لا يبقيها تحت أي شكل من أشكال الحصار والحظر، ويعيدها إلى الساحة الدولية شريكاً سياسياً واقتصادياً كاملاً، ويعترف بها قوة مؤثرة اقليمياً وفاعلة دولياً، بل ويُسلّم لإيران بدورها البناء في المنطقة والعالم، وهو ما سيعني بكل تأكيد أن الاتفاق النووي يعتمل بداخله من جملة ما يعتمل، اعتراف الغرب وأميركا بمعادلات توازن دولية جديدة، وربما بقواعد اشتباك جديدة لا بدّ سترسم خطوطاً حمر جديدة في مقابل خطوط أخرى جديدة أيضاً.‏

النهايات السعيدة في السياسة والدبلوماسية وأحياناً كثيرة في الاقتصاد كوجه للسياسة لا ترتسم هكذا اعتباطاً، ولا تَخلُص إليها الأطراف المتفاوضة والمشتبكة إلا بعد جولات اختبار لا تخلو من تصعيد وتلويح ثم تهديد يمارسها ويتبادلها طرف مع آخر، عض أصابع، صراع إرادات، وصولٌ إلى حافة الهاوية، للأسف كلها أدوات تُستخدم اليوم في السياسة، وقد استخدمت مع إيران التي صمدت وصمدت وتحدّت وكانت (ندّاً ذكياً لأميركا، حسب السيد أوباما).‏

وإذا كانت النهاية السعيدة الناجزة في اتفاق (النووي الإيراني) قد تحققت رغم سوء الأدوات التي استُخدمت في لعبة الضغوط والعقوبات والحصار والحرب ضدّ إيران، فإن أهمية النجاح تكمن بهذه التفاصيل على وجه التحديد لأنها تقدم الأنموذج والمثال الذي يؤكد أن خيارات الحوار الصادق لا بدّ أن تهزم خيار الحرب، بل سيهزم الحوار أي خيارات أخرى مهما كانت شريرة، وكذا فقد آن للغرب وأميركا أن يفهما أن الحوار طريق إلزامية، ووسيلة فعالة لمحاربة الإرهاب والتطرف الذي يضرب في سورية والعراق والمنطقة والعالم بسبب سياساتهما السيئة والرديئة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية