تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القرار الأميركي ..بين حيتان الشركات و ديناصورات المال

شؤون سياسية
الأحد 22/6/2008
مها محفوض محمد

ما يميز المجتمع الأميركي هو افتقاده للعراقة الحضارية فهو مجتمع لا يزيد عمره على خمسة قرون, لم يتطور عن أمة لها جذورها وامتداداتها الحضارية عبر التاريخ وإنما هو حصيلة أخلاط بشرية

انتقصت إنسانيتها وهاجرت أولى طلائعها من مواطنها الأصلية في أوروبا لتقترف جرائم إبادة سبعين مليوناً من الهنود الحمر واسترقاق ثلاثين مليوناً من الأفارقة وتضع دساتيرها ونظم حياتها على مبدأ (إن المظلوم يقلد ظالمه وإن كرهه).‏

للإحاطة بالسياسات التي تمارسها الإدارات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية لا بد من التعرف على أصول العقل الأميركي وتكوين المجتمع الأميركي ومن ثم مراحل صناعة القرار, هذه الموضوعات يستعرضها الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في كتابه (صناعة القرار الأميركي) الصادر عن مركز الناقد الثقافي في دمشق.. وفي هذا الكتاب يتعرف القارئ على كيفية اتخاذ القرار الأميركي, الطرق والوسائل التي تمارسها حيتان الشركات الرأسمالية وديناصورات المال والنخبة الحاكمة لتطوير السياسات العامة إزاء مختلف القضايا وكيفية محاولة تشكيل الرأي العام في الداخل والخارج لخدمة هذه القضايا .. ولصناعة القرار هناك مراحل لا بد منها:‏

أولاً: مرحلة بلورة فكرة القرار ثم مرحلة جمع المعلومات وإجراء البحوث العلمية وفي هذه المرحلة تقوم مراكز البحوث وخزانات الفكر بإرسال نتائج البحوث التي أشرفت عليها بشكل تقارير وتوصيات سياسية إلى مراكز القرار وإلى الرئاسة ولجان الكونغرس والمحاكم العليا حيث تجري مناقشتها وتقديمها واستثمارها في صنع القرار وتنفيذه لتأتي بعدها مرحلة صنع. القرار, كيف يصنع القرار?‏

وهذه خطوة داخلية تجري في أروقة اللجان والمراكز التي تمارس عملها وراء الأبواب المغلقة وفي لقاءات شبه سرية يصعب الاطلاع المباشر عليها لغير المشاركين فيها, لكن يمكن تحديد معالم هذه المرحلة من خلال النظر في المذكرات والكتب التي يصدرها المشاركون في صنع القرار وتقسم المعلومات والأفكار الواردة من مراكز البحوث إلى قسمين:‏

القسم الأول: معلومات تمثل رصيد القوة المخزون في الأقطار والجماعات المستهدفة التي تمثل جبهات التحدي أمام أطماع الولايات المتحدة.‏

والقسم الثاني: أفكار ومعلومات تمثل مخزون الضعف والتخلف, إذ تستثمر هذه الأفكار لاختراع الوسائل والأساليب التي تكرس حالة التخلف ومساندة النظم والأشخاص الذين يجسدون هذا الضعف وبعد مناقشة القرار على مستوى لجان رئاسية (الجدير بالذكر أن هذه اللجان بدأ تشكيلها منذ عهد الرئيس روزفلت) تقدم التقارير والتوصيات إلى لجان الكونغرس والوكالات التنفيذية والمحاكم العليا وإلى الرئيس, بعد ذلك تأتي مرحلة صناعة الرأي العام لكسب التأييد للسياسة التي يتبعونها في الداخل والخارج, وصناعة الرأي العام عملية ضرورية لمنع نمو اتجاهات معارضة تهدد مصالح الأقلية المترفة والنخبة الحاكمة وبذلك يتم التأكيد على حرية الأفراد والمؤسسات وإتاحة الفرصة للجميع لمناقشة أمور المجتمع, بعد ذلك تأتي المرحلة الأخيرة.. مرحلة صناعة القانون وتبرير القرار محلياً وعالمياً وقد يحال إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لكسب التأييد الدولي.‏

العوامل المؤثرة في صنع القرار الأميركي:‏

أهم هذه العوامل: وجود الحزبين الديمقراطي والجمهوري حيث تشير الدراسات إلى أن أهداف الحزبين واحدة وأنهما يمثلان طبقة واحدة من السكان ويتعاقبان في الرئاسة تبعاً لتغير المزاج الشعبي والدولي وامتصاصاً لمظاهر الاحتقان التي قد تسببها ممارسة أحد الحزبين, ومن العوامل المؤثرة في صنع القرار الأميركي الأفراد الذين تختارهم الجماعات والمنظمات اليهودية ليقوموا باستثمار المقدرات الأميركية على المستويين المحلي والعالمي لما فيه مصلحة اليهود, أيضاً الجماعات المغالية في المحافظة والتعصب وغيرها معتدلة وأخرى تميل للمجاملة. جميع هذه الموضوعات تتضمنها بحوث الكتاب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية