اما هو ففي هذه الأثناء يدير مفاوضات مع حماس. يوجد في ذلك ما هو مرفوض أخلاقيا, ذلك أن حماس ترغب في ابادة اسرائيل وقتل مواطنيها متدينين وعلمانيين, يمينيين ويساريين, دون تمييز. يجب مكافحتهم وليس مساومتهم. على ماذا بالضبط نتساوم? على وتيرة أبطأ لقتل اليهود?
وزيران هما المؤيدان الرئيسان للمفاوضات مع حماس لغرض التهدئة الوزير غالب مجادلة والوزير باراك. كلاهما يتقاسمان على ما يبدو ذات مفهوم الأمن.
غير أن باراك يفترض به أن يعرف بأنه حتى لو وصل الى تهدئة مع حماس, فإنها ستكون مؤقتة فقط. واضح للجميع أن هذا الترتيب لن يصمد, ذلك أن حماس لا تقبل بنا هنا. وهي تقول ذلك علنا. وهي تحتاج الى وقت للتنظيم والتعزز, وعندما تكون لديها القوة ستواصل ضرب مواطنينا.
قبل ألفي سنة عرف الرومان بأنه عندما تستعد للمعركة وتعرف ان المعركة محتمة, لا يجب تأجيلها, اذ لا يمكن للمرء أن يعرف ما تولده الأيام. من الأفضل إدارة المعركة في أراضي العدو وعدم الانتظار حتى تصل الى الديار. واليوم يوجد تفهم في العالم لحاجة اسرائيل للدفاع عن نفسها. من يضمن أن تبقى لنا حرية العمل هذه في المستقبل أيضا?
باراك, الذي امتاز كضابط شاب, فشل كرئيس وزراء في معالجة الإرهاب الفلسطيني وبدلا من مكافحته حاول مصالحته بينما كانت الانتفاضة تضرب في المناطق. ورغم انه يحسب نفسه حكيما عظيما الا انه لم يفهم ان هذه ليست لحظة أقوال بل لحظة أفعال. فهل حتى الان لا يفهم ذلك?