ومؤخراً ونتيجة قلة الهاطل المطري قرأنا أكثر من تصريح أن التقنين سيكون بحدود 17 ساعة يومياً.
وأن المؤسسة ستعمل جاهدة وبكل ما في وسعها لتأمين المياه من نبع الفيجة ونبع بردى والآبار الارتوازية التي حفرت وتحفر في دمشق وريفها وما حولها لتأمين الحاجة اليومية من المياه.
ولكن عملياً ما الذي حصل?
1-أسأل ولعل سؤالي ليس في موضعه, كم أماً تلفت نظر ولدها الى ضرورة اغلاق صنبور المياه وعدم هدرها?
2- من يتجول في شوارع المدينة وخاصة في الأحياء التي فيها بعثات أجنبية يشاهد وبكثير من الألم خراطيم المياه التي يقوم بعض عناصر الحراسة برش الطريق ومكان وجودهم في المحرس بقصد ترطيب الجو,وياويل من يحاول لفت نظرهم.
3- كذلك من يشاهد السائقين الذين يقومون بغسيل سيارات المعلم,ليس بالدلو وانما بالخرطوم,وكلما زادت كمية المياه,كانت السيارة أكثر لمعاناً ونظافة.
4- من دون رادع من ضمير يحاول الكثيرون فتح المياه حتى تبرد ليشربوا كأساً واحداً وما هدر يفوق عدة ليترات?
5- الأهم من ذلك أن الكثيرين لم يكتفوا عند حفر الأبار لارواء مزارعهم بحفرها بعمق عشرات الأمتار,بل تجاوزوا الى المئات من الأمتار للري وتعبئة المسابح.
ويبقى هناك أسئلة كثيرة منها:
1- هذه المياه الجوفية كم تحتاج الى سنين ذات هاطل مطري جيد لتعويضها وهي مخزون سنوات طويلة قد تصل الى المئات?
2- ما هي انعكاسات هذا النزيف المائي على ميكانيك التربة?
3- ما هو مستقبل الأشجار في دمشق وريفها والغوطة والمصايف?
4-يبقى الاستفسار الأهم هو أننا لم نقرأ أو نسمع أو نشاهد توجهاً جاداً لرفد مصادر المياه في دمشق وما حولها عن طريق مشروع حيوي,كجر المياه من جهات أخرى,أو اقامة سدود مثلاً تستعمل عند الضرورة وقد سمعنا كثيراً عن توقعات مستقبلية حول شح المياه في منطقة دمشق وما حولها وأن هناك دراسات عدة جاهزة ولكن لم يوضع أي منها موضع التنفيذ,نأمل أن يكون تحقيقها في المدى المنظور حتى نراها نحن وليس أحفادنا.
وتبقى معلومة مفيدة هي التي دفعتنا الى طرح هذه الملاحظات والتساؤلات وهي أن أسلافنا في غرفة تجارة دمشق ومن مطلع عشرينات القرن الماضي كانوا من المساهمين والعاملين لجر مياه نبع الفيجة الى دمشق رحمهم الله.