سوق الكتب يعتمد في مبيعه على أسماء الروايات الشهيرة . من الطبيعي أن تجد أن آخر أخبار الكتب تتعلق بإصدار طبعات جديدة مثل :
عناقيد الغضب, لجون شتاينبك. ويوليسيس لجيمس جويس و روائع أخرى مثل دكتور جيكل ومستر هايد, الشيخ والبحر, دكتور جيفاغو, تقرير إلى غريكو. .
فجأة تقول لك تلك الأعمال بأنها هنا. وتشهر في وجهك كامل بهائها وفنيتها و فتنتها كأنها تتبنى القديم و تتحدى الجديد بصيغة طبعة جديدة.
كلما عبر الزمن تزداد جاذبيتها.
الروائع لا تمحو الروائع .
مهما قرأنا من أعمال أدبية رائعة ستظل تلوح لنا -مثلا- كلمات دكتور جيفاغو وهو يكتب عن لارا . وسنذهب مع شيخ -همنغواي- للصيد وسط البحر ليصطاد الأسماك في البحر اللانهائي البحر العديم القاع. وبذات القارب نكون مع الشيخ في البحر والشمس والوقت الذي يجعل الشيخ يعاني الجوع والعطش والتعب لنحظى أخيرا بالسمكة لكننا لا نعلم مدى قوتها وتحملها وتحمل المركب إننا فقط - مثل الشيخ- علينا ألا نترك السمكة تفلت منا ونستلهم كل التجارب السابقة لمد الحبل لأننا مثله غدونا نعرف أنه لو شد الحبل لفقدنا السمكة بسهولة ورأى الشيخ السمكة أخيرا ) المياه تنحسر عنها, إنها تلمع تحت الشمس رأسها وظهرها يتسمان باللون الأحمر القاتم.. )
هكذا حالنا كقراء نتلقف أي عمل أدبي جديد على أمل أن يكون بروعة تلك الروائع.