دنورة محاضراً عن الفلسفة وما بعدالحداثة... العقل الحداثي الغربي مارس قهر العالم
دائرة الثقافة شؤون ثقا فية الأحد 22/6/2008 الحداثة اتجاه فلسفي قام على أنقاض الفلسفة البنيوية التي سادت الفكر الغربي , وعملت على محاولة تحقيق نموذج نقدي يتعامل مع النصوص الأدبية على أساس معايير علمية استعيرت من البنيوية اللغوية ,
مشيرا الى أن دعاوى علمية النقد التي ميزت المشروع البنيوي اخفق عندما سقط العلم ذاته كآخر معاقل المرجعية المعرفية بهذه الكلمات بدأ الباحث أسامة دنوره محاضرته في المركز الثقافي العربي في( أبو رمانة) تحت عنوان الفلسفة وما بعد الحداثة وأوضح الباحث الدور الذي لعبه بعض المفكرين والفلاسفة الأوروبيين كنيتشه وفرويد في التمهيد لظهور فكرة ما بعد الحداثة عبر زعزعة أسس المفهوم التقليدي للسببية الذي يعتبر حجر الزاوية في الفكر العلمي بصيغته الحداثية , مركزا على الإسهامات الجوهرية للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا ومدرسته التفكيكية في نسف الركائز التي قام عليها المشروع البنيوي , لا سيما من حيث نفي دريدا لبعض المفاهيم الأساسية التي ميزت الفكر الحداثي الغربي , وأدت الى حضور العقل كمرجعية وحيدة وطاغية منذ بداية عصر الأنوار الأوروبي , وانتهاء ببزوغ مرحلة ما بعد الحداثة , كما عرض الباحث بصورة عامة دور المفكرين ما بعد البنيويين أمثال دريدا وفوكو ولا كان في إثارة التساؤلات حول مكانة العلم كقيمة لا متناهية في الفلسفة الغربية.
وفي إيضاحه لجوهر الفكر التفكيكي في مرحلة ما بعد الحداثة اوضح الباحث ان التفكيك يقوم على فلسفة قوامها انه في اللحظة التي يجري فيها تثبيت أو تأكيد أي مصطلح تفكيكي يضرب مشروع التفكيك في أساسه , لأنه قائم على نسف المؤسسات التقليدية داخل الفلسفة الغربية ونفي الثوابت والمرجعيات المؤكدة , حيث إن مراوغة المفاهيم التفكيكية والحركة المستعرة للمصطلح ما بعد الحداثي والتشكيك في سلطة ومرجعية أية فكرة أو جهة , بما في ذلك ما يقدمه التفكيكيون أنفسهم هو جوهر التفكيكية , مشيرا إلى أن العقل الحداثي المسلح بمفهوم اللامتناهي العلمي أعطى الانسان الغربي المتماهي معه الحق في ممارسة اشكال القهر والظلم والتسلط تفوق ما مارسه في العصور الوسطى في أوروبا أتباع اللامتناهي , وإن فكر ما بعد الحداثة لايقتصر في نقده للفكر العربي على الاطار الفلسفي , بل يتعداه الى نقد البنية السوسيوبوليتيكه وإفرازاتها السلبية داخل المجتمعات الغربية , وختم الباحث محاضرته بالحديث عن المساهمة الفكرية للفيلسوف الفرنسي (جان فرانسوا ) في المشروع ما بعد الحداثي مشيرا الى أن ليوتار أخذ على عاتقه محاربة كل ما يعزو لذاته سلطة الواحد سواء كان عقلا او جوهرا ميتافيزيقيا أو لاهوتيا , فالواحد المؤكد لأحاديته يتطور تلقائياً باتجاه رفض الاختلاف والنفور من التعدد , لذلك يرى ليوتار في تسلط العقل او الواحد أو أية قوة أخرى مدعية الاحادية , يرى فيه إرهاب الفكر وعدمية الفوضوية في آن واحد .
|