هذه التحذيرات تأتي بعد سلسلة تهديدات واستفزازات من قبل قادة الكيان الاسرائيلي الاحتلالي الذي يحرض لمهاجمة ايران مرفقاً التحريض بمناورات كبيرة ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اسرائيل قامت بها تستهدف فيما يبدو التمرين على قصف المنشآت النووية الايرانية في مجمع نتانز.
وقالت الصحيفة أن أكثر من مئة مقاتلة من طراز أف 16 وأف 15 شاركت في المناورات التي جرت فوق شرقي البحر المتوسط واليونان خلال الاسبوع الاول من حزيران الجاري.
طهران ردت بسرعة على التهديد الاسرائيلي مؤكدة ان ردها سيكون موجعاً في حال الهجوم عليها وانها تتمسك بالدبلوماسية لحل ملفها النووي دون التخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم.
وقد أكد (غلام حسين الهام) المتحدث باسم الحكومة الايرانية أن بلاده لن تعلق تخصيب اليورانيوم.
واضاف الهام في مؤتمر صحفي امس ان الادعاءات و التهديدات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني تثبت بأنه كيان خطير ومخل بالامن و الاستقرار والسلام بالمنطقة و العالم وان وجوده مقرون بالارهاب و التخريب والاغتيالات.
وأضاف ان الكيان الصهيوني لا يملك الجرأة للاعتداء على ايران و مصالحها.
كما أكد غلام حسين الهام ان ايران سترد على مجموعة المقترحات الاخيرة للدول الست الكبرى حسب البرنامج الموضوع للمحادثات ولدراسة المقترحات كما تنتظر رد تلك الدول على مقترحاتها.
وقال ان قضية تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم ليست منطقية وغير مقبولة مشددا على ان استمرار المحادثات مع الغرب ودول مجموعة (5+1) لن يكون على أساس قضية التعليق موضحا ان قضية تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم ليس من شأنها أن تطرح على جدول أعمال المحادثات.
وأكد أن الجانبين يعتقدان بوجود نقاط مشتركة بين المقترحات حيث يمكن مناقشتها.
كما أكد الهام أن الموضوع النووي الايراني بلغ نهايته في اطار خطة التعاون الزمني بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لان جميع الخطوات أنجزت وتمت تسوية الموضوع النووي في اطار تلك الخطة.
وقد اعتبرت إيران احتمال قيام إسرائيل بضرب منشآتها النووية أمرا غير قابل للتحقيق, وأن التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي تعرض السلم والأمن العالميين للخطر, مجددة موقفها الرافض لأي تفاوض بشأن استمرارها تخصيب اليورانيوم.
ففي مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي عقد السبت وصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام التدريبات الإسرائيلية التي قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها معدة لضرب منشآت نووية إيرانية بالوقاحة, معتبرا أن شن هجوم يتهدد مصالح وأمن إيران يبقى «أمرا مستحيلا« لأن إسرائيل لا تمتلك القدرة على تنفيذ مثل هذه التهديدات.
وأضاف أن المناورات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي تثبت الخطر الذي تمثله إسرائيل على الأمن والسلم العالميين, وأن هذه الأخيرة مجرد نظام دمية لا يمكنه تجنب أزمة الشرعية عبر الاعتداء على دول أخرى.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد في معرض تعليقه على ما كشفته نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين أن بلاده لن تقف ساكتة حيال أي محاولة لضرب إيران, مهددا برد قاس, في إشارة واضحة إلى تحذيرات سابقة بقصف إسرائيل بصواريخ متوسطة المدى إذا فكرت بمهاجمة إيران.
كما اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بتقديمها رزمة المقترحات تتبنى رؤية استراتيجية وهي على استعداد كامل لاجراء المحادثات مع مجموعة(5+1) على اساس مصلحة الطرفين والثقة المتبادلة.
وقال جليلي في كلمة القاها امس عبر دائرة الفيديو المغلقة امام 200 من الشخصيات الالمانية السياسية والامنية والجامعية البارزة والمراسلين المشاركين في مؤتمر نورنبرغ بالمانيا: إن موافقة الجمهورية الاسلامية الايرانية على بدء المحادثات مع مجموعة (5+1) تعتبر فرصة ذهبية لتعزيز وترسيخ السلام والاستقرار والامن على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وخاطب جليلي النخب الالمانية مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بصفتها عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT )والوكالة الدولية للطاقة الذرية مازالت ملتزمة بتعهداتها وترفض اية مطالب غير منطقية لحرمانها من استيفاء حقوقها في مواصلة نشاطاتها النووية السلمية.
وقال: من افضل الاجراءات الممكنة للتعاون بين ايران والاتحاد الاوروبي هو التركيز على القواسم المشتركة في رزمتي المقترحات التي قدمتها ايران ومجموعة (5+1) بحيث ان هذا التعاون سيصب في مصلحة الطرفين والمنطقة والعالم.
واضاف امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني: كما اعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا فان رزمتي المقترحات التي قدمتها ايران ومجموعة(5+1) تحتوي على بنود مشتركة.
وتابع: اذا نظر الجانبان إلى القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك برؤية عميقة وطموحة فسيتوضح ان هناك تحديات اكثر جدية وفرصا اهم واكبر للتعامل والحوار.