تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«خــبـز ومـلــح»... مبادرة تطوعية لمساعدة الأسر السورية المتضررة...

شباب
2012/4/2
دمشق - ملحق شباب:واصل الشباب السوري وعلى امتداد مساحة الوطن تنفيذ مبادراته التطوعية وصنع لنفسه حراكاً اتسم بالمسؤولية واصطبغ بفعل ما شهدته سورية من أحداث بصبغة وطنية،

فبادروا دونما إيعاز وأخلصوا نواياهم وشمروا عن سواعدهم، وثقوا بأنفسهم، ووضعوا أفكاركم موضع التنفيذ وصولاً إلى الفعل التطوعي العفوي على الأرض دون السعي لاغتنام مطامح شخصية.

‏وهكذا توالت المبادرات الشبابية والتي أراد لها الشباب أن تكون تعبيراً عن التمسك بثوابت الوحدة الوطنية والحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي الجميل الذي تنفرد به سورية، ولعل المبادرة التطوعية الإنسانية «خبز وملح» والتي أطلقتها دار الفنون في منظمة الشبيبة واحدة من عديد المبادرات التي جرى تنفيذها بسواعد الشباب، والتي تحتوي في طياتها كثيراً من الأبعاد الإنسانية والوطنية والتطوعية التي تستدعي الوقوف عندها ومد يد العون لها لتحقق أهدافها في مساعدة الأسر السورية المتضررة نتيجة ما جرى في بعض المناطق من أحداث.‏‏‏

تطوع ومبادرة‏‏‏

‏‏‏‏

الجانب الإنساني هو العنوان الأبرز للمبادرة وهنا يؤكد صلاح أسعد عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة رئيس مكتب الأنشطة الفنية أهمية هذا الجانب خاصة إذا ما اندمج بمفهوم التطوع والذي بدوره يبرز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية ويبرز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر بدون إكراه أو إجبار في سبيل سعادة الآخرين.‏‏‏

وأضاف أن منظمة الشبيبة تشارك في هذه المبادرة من خلال دار الفنون والتي تحتضن" خبز وملح" بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات الأهلية والشبابية، وما يميز هذه المبادرة أنها تتجه لمد يد العون لتلك الأسر التي تضررت نتيجة الأحداث التي شهدتها مناطقهم وتقديم المساعدات العينية والغذائية لهم، من خلال فرق عمل نواتها الشباب المبادر والفعال والذي ترك جهده أثراً طيباً وسجل علامة فارقة في ميدان العمل التطوعي والإنساني خلال الشهور الماضية.‏‏‏

نواتها الشباب‏‏‏

مديرة دار الفنون السيدة رحاب الناصر قالت إن المبادرة اتخذت تسميتها" خبز وملح" من الموروث الاجتماعي السوري الذي يدل على توطيد أواصر المحبة والأخوة بين شرائح المجتمع السوري وتزيد من الثقة المتبادلة بينهم ولذلك يتوجب علينا أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وأن نمد يد المساعدة لبعضنا لأن ذلك يساعدنا على مواجهة أكبر الأزمات على اختلاف ألوانها.‏‏‏

الحامل الأساسي للمبادرة كما أشارت مديرة الدار هم الشباب المتطوعون والذين يشكلون كل أطياف المجتمع السوري والذين بادروا للتطوع وتقديم جهدهم لإنجاح هذه المبادرة التطوعية التي تهدف بالدرجة الأولى إلى مساعدة الأهالي في المناطق المضطربة التي تعرضت للتخريب نتيجة لأعمال الجماعات المسلحة التي شهدتها تلك المناطق.‏‏‏

حيث تهدف المبادرة إلى تحديد الاحتياجات الأساسية وتقديم المساعدات الإنسانية المتنوعة للأفراد والمجتمعات المحلية ذات الحاجات العاجلة في المناطق المتضررة، ولاسيما المهجرين من مناطقهم نتيجة لاضطراب الأوضاع فيها، وبالتالي محاولة رأب الصدع واحتضان هذه الشريحة ومساعدتها وتمكينها في شتى المجالات، بمعنى تجسيد التعاضد والتكافل بين شرائح المجتمع السوري.‏‏‏

من البداية‏‏‏

انطلقت مبادرة "خبز وملح " حسب مديرة الدار قبل شهر تقريباً، وجرى إطلاقها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وجرت الدعوة للمتطوعين للمشاركة فيها، وهؤلاء جرى تقسيمهم إلى فرق عمل متخصصة كل منها يقوم بمهامه، وهي فريق التنسيق والتشبيك والإشراف، وفريق فرز المساعدات وتوثيقها، والفريق الميداني الذي يتولى مهمة تحديد الاحتياجات ودعم توزيع المساعدات مع الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى فريق جمع المعلومات وتوثيقها (إدارية ومالية)، وفريق الدعم التقني، والفريق الإعلامي.‏‏‏

بمعنى آخر هناك فريق يقوم بالتواصل مع الأسر المتضررة من الأحداث ويقوم بإجراء إحصائيات دقيقة لهم من حيث عدد أفراد الأسرة ومدى احتياجاتهم من المواد الغذائية والدوائية والأساسية، ليأتي عمل الفريق الآخر حيث يقوم باستقبال هذه الأسر ويجري تزويدهم بهذه المواد، كل أسرة حسب حاجتها، بعد أن يقوم الفريق الثالث، باستقبال التبرعات الأساسية ويقوم بفرزها في عبوات خاصة أو ما يشبه الحقيبة الغذائية المخصصة لكل أسرة والتي تضم ألبسة- أغذية- وسائل إنارة وتدفئة) إضافة إلى تسهيل مهمة إيجاد السكن المناسب لهذه الأسر.‏‏‏

‏فرق عمل في المحافظات‏‏‏

وأضافت مديرة الدار أنه جرى تشكيل فرق عمل في عدد من المحافظات السورية قوامها الشباب المتطوعون، حيث تكون مهمتهم تحديد الاحتياجات وجمع المساعدات المختلفة، ومن ثم إعادة توزيعها ضمن المناطق ذات الأولوية، وذلك عن طريق شخصيات اعتبارية ومنظمات أهلية وجهات مختصة قادرة على إيصال هذه المساعدات، حيث جرى تشكيل فريق عمل للمنطقة الشرقية ويكون مقره في محافظة الحسكة، فيما يجري تشكيل فريق عمل محافظة اللاذقية، وفريق آخر في حمص، على أن تمتد المبادرة لتشمل تشكيل فرق عمل في كل المحافظات السورية.‏‏‏

والهدف من تشكيل هذه الفرق في المحافظات – كما قالت ناصر- هو مد يد العون للأسر الموجودة فعلياً في هذه المحافظات والتي بحاجة إلى دعم ومساندة، مشيرة إلى أنه جرى حتى الآن تقديم المساعدة لأكثر من 650 أسرة كما تم إيصال مساعدات غذائية ودوائية إلى مدينة حمص ومناطق أخرى في سورية وتوزيعها على الأسر المتضررة.‏‏‏

جهد مشترك‏‏‏

‏‏‏‏

اعتماد "خبز وملح" كمبادرة تطوعية كان بصورة رئيسة على المنظمات الأهلية والمحلية والمتطوعين وهنا تشير الناصر إلى أنه جرى فتح قنوات اتصال مع العديد من الجمعيات والمنظمات الأهلية لتقديم المساعدات

‏المادية والعينية وهذه بدورها انضمت للمبادرة كمجلس الشباب السوري وفريق " إيدي بإيدك" وغيرها من الجمعيات الأهلية الأخرى والتي قدمت العون لإنجاح المبادرة.‏‏‏

ولم تنس ناصر الإشارة إلى ما قدمه المواطنون العاديون من دعم للمبادرة وذلك فور سماعهم بها حيث بادر العديد من المواطنين للتبرع بالمواد الغذائية والأساسية لإيصالها إلى محتاجيها،

‏ وهذا الفعل ولئن كان بسيطاً بعض الشيء فإنه ينم عن حس عال بالمسؤولية من قبل هؤلاء المتبرعين ويعكس حالة التكافل الاجتماعي الذي تأمل مديرة الدار أن يتسع ليشمل فئات وشرائح أخرى في المجتمع السوري كشريحة التجار والصناعيين وخاصة بدمشق والذين كان من المفترض أن يقدموا مساعدات وتبرعات بشكل أكبر للأسر المحتاجة لها.‏‏‏

وتشبيك متواصل‏‏‏

وفضلاً عن جهد هذه الجمعيات والمنظمات الأهلية ثمة حسب ما قالت ناصر تشبيك وتواصل مع عدد من الجهات الحكومية بغية المساعدة في إيصال المواد لمحتاجيها من العائلات المتضررة، وأشارت إلى أنه جرى التواصل مع وزارة الصحة مثلاً من أجل تقديم الأدوية والأجهزة الطبية لمحتاجيها، وأوضحت أن هناك عدداً من المتضررين هم بحاجة لعمليات جراحية عاجلة ويتم التواصل مع وزارة الصحة‏‏‏

وجهاتها المختصة لتأمين إجراء هذه العمليات بالصورة القصوى.

‏‏‏‏

هذا فضلاً عن التعاون مع رابطة الطب النفسي والتي قدمت برنامج دعم للأهالي، حيث يقوم مجموعة من الأطباء النفسيين بدمشق بتنفيذ برنامج دعم نفسي للأطفال ممن شهدت مناطقهم أحداثاً واضطرابات في الفترة الأخيرة، وأولئك الذين تعرضوا للعنف، أما الحالات الفردية الخاصة والتي تحتاج إلى عناية فردية وخاصة فيتم استقبالهم ومعالجتهم بشكل إفرادي في عيادة خاصة لهذه الغاية.‏‏‏

‏وعن المبادرات الأخرى لدار الفنون أشارت مديرتها إلى المشاركة في مبادرة" باص العيد" بالتعاون مع عدد من الفرق التطوعية السورية والذي انطلق بمناسبة عيد الأضحى المبارك والهادف إلى مساعدة أطفال سورية على عيش أجواء العيد بغض النظر عن أجواء الأزمة التي تعيشها البلاد.‏‏‏

حيث جال الباص على مشفى الأطفال بدمشق ودور المسنين وقدمت الهدايا لهم بمناسبة العيد، كما شاركت الدار في مبادرة إعادة ترميم دار الأيتام في كفر سوسة بعد الأضرار التي طالتها نتيجة التفجير الإرهابي الذي حدث بالقرب منها.‏‏‏

تكافل وتعاضد‏‏‏

الشباب المشاركون في مبادرة " خبز وملح" أبدوا الرغبة في تقديم كل ما يلزم من جهد لإيصال المساعدات إلى العائلات المتضررة، وقال سالم بولص: أي مبادرة سورية هادفة للاستقرار والبناء ولتعزيز البناء الداخلي نحن معها، وهذه المبادرة الموجهة للأسر والعائلات المتضررة لها دورها في تأكيد السلام والأمن الذي نريده لكل أطياف المجتمع السوري، وتعكس مدى التكافل والتعاضد الموجود بيننا نحن السوريين على اختلاف توجهاتنا وما يجمعنا هنا كشباب متطوع من مختلف الأعمار والأديان هو تأكيد على الهوية الواحدة التي نحملها وهي الهوية العربية السورية.‏‏‏

وحول طبيعة المهمة الموكلة إليه أشار إلى أنه يقوم بالتعاون مع عدد من الشباب المتطوعين بإجراء بيانات إحصائية عن الأسر المحتاجة للمساعدة وتوثيقها في جداول نظامية ليصار إلى تحديد مدى حاجة كل منها للمساعدة، وكذلك إحصاء التبرعات الواردة للدار والإشراف عليها في أماكن خاصة.‏‏‏

فهد حميد أحد الشباب المتطوعين والذي انضم للمبادرة قادماً من حمص والذي يقول: علمت بالمبادرة عن طريق "الفيسبوك" وكان هناك تواصل دائم مع فرق العمل وبعد قدومي إلى دمشق انضممت للشباب المتطوعين والذين أكثر ما يميزهم هو أنهم يمثلون أغلب المحافظات السورية تقريباً ويجمعهم هدف واحد هو عودة الحياة الطبيعية إلى ربوع سورية لتعود الوحدة الوطنية كما كانت رمزاً نعتز به في هذا البلد.‏‏‏

وأشار الشاب إلى أن مجموعات عمل أخرى تقدم المساعدة إضافة إلى المتطوعين في المبادرة كشباب فريق دمشق التطوعي، وفريق نسور سورية ومجلس الشباب السوري وغيرهم من الفرق التطوعية التي قدمت يد العون والمساعدة لإنجاح المبادرة وأهدافها النبيلة.‏‏‏

علاء الدين الحماصنة أعرب عن شكره لكل الأيادي البيضاء والخيرة التي قدمت ولو نذراً بسيطاً وساهمت في إدخال الفرحة للأسر المتضررة، وأبدى استعداده وفريق العمل الشبابي المتطوع لتقديم كل ما يلزم وعدم ادخار أي جهد مهما كان بسيطاً للمساعدة فهذه كما يقول مهمة إنسانية أولاً ووطنية أيضاً تعبر عن أن ما يجمعنا نحن السوريين أكبر بكثير من أن يستطيع البعض شق صفنا والتأثير على وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي الجميل.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية