وأن استيراد السلاح بسبب جولات الصراع المسلحة التي شهدتها المنطقة والدليل على ذلك تسابق العديد من الدول على تزويدها بالسلاح لأسباب خاصة لهذه الدول كضمان لتدفق البترول العربي إليها ولتبقى سوقا واسعة لمنتجات هذه الدول في المجالات الصناعية الأخرى .
رافعة النمو
ففي عام 2011 تضاعفت مبيعات الولايات المتحدة الأمريكية من الأسلحة ثلاث مرات والسبب زيادة مبيعاتها إلى دول الخليج,وهو ما تقر به صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.الصحيفة نقلت عن دراسة بالكونجرس أن إجمالي مبيعات أمريكا من الأسلحة إلى الخارج بلغت في 2011 نحو66.5 مليار دولار، أي أكثر من 75% من سوق السلاح العالمي الذي بلغت قيمة تعاملاته 85.3 مليار دولار .
وتلفت الصحيفة الى ان السعودية والإمارات وسلطنة عمان تقبل على شراء أسلحة أمريكية بأرقام قياسية كان آخرها صفقة 2011 التي بلغت قيمتها 60 مليار دولار بين السعودية والولايات المتحدة،كما انها وارداتها من الأسلحة تعتمد على الطائرات الحربية باهظة الثمن وأنظمة الصواريخ الدفاعية المعقدة,فالاتفاق مع السعودية ينص على شراء 84 مقاتلة متطورة من طراز إف -15 متنوعة الذخيرة,ويتضمن أيضا تحديث 70 مقاتلة من ذات الطراز ضمن الأسطول الحالي,يضاف الى ذلك عشرات من مروحيات الأباتشى ومروحيات بلاك هوك.
صفقة وراء أخرى
ولم تكد السعودية توقع الصفقة حتى تبعتها الإمارات بتوقيع صفقة منصات منظومات صورايخ دفاعية متطورة ورادارات وبلغت قيمة تلك الصفقة3,5 مليار دولار، بالإضافة إلى 16 مروحية تشينوك بقيمة نحو مليار دولار.في حين أن سلطنة عمان قامت بشراء 18 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 بلغت قيمتها 4.1مليار دولار.
ولعل الأمر الصارخ الذي جاءت به الصحيفة هو إشارتها إلى أن الأهداف السياسية للولايات المتحدة هي «العمل مع حلفائها العرب في الخليج لإنشاء بشكل مترابط نظام دفاع صاروخي لحماية المدن والمصافي النفطية وخطوط أنابيب البترول والقواعد العسكرية من الهجمات الإيرانية».
هل سأل من يهتم عن سر هذا الود بين أكبر مركز لصناعة السلاح المدمر في العالم,امريكا, وبعض دول المنطقة التي لم تكن يوما مرشحة لأي نوع من التهديد الذي يستهدف أمنها واستقرارها بسبب قبولها الكامل للعب دور الفتى المطيع لسيد تجارة السلاح العالمية؟
وهل قدمت موجات « الفوضى الخلاقة» و كذبة «الربيع العربي» التي أحالت المنطقة إلى طوفان جارف من عدم الاستقرار والدم والفوضى, الدليل على الأطماع القديمة الجديدة بمنطقة سوق السلاح الأكبر التي وجدت في تخاذل العربان ما يدفعها للنهوض من جديد ، أسئلة حائرة لا تنتظر إجابات بقدر ما تبحث عن صحوة عربية في زمن الموت السريري.