روايتها حالة شعرية بامتياز عن الأميركان السود.. توني موريسون تنبش «بيت» العذابات
فضاءات ثقافية الثلاثاء 22-1-2013 لم تحظ الروائية الأميركية توني موريسون، (نوبل للآداب لعام 1993) بأي جائزة في بلادها أو سواها عن روايتها الأخيرة «بيت» الصادرة عن ألفريد نوبل للكتب في النصف الأخير من السنة الماضية. ومع ذلك فقد حظيت باهتمام قرائي كبير، بحسب ما نشرت يومية «نيويورك تايمز» الأميركية في حصيلة سنوية عن الكتب الأكثر ملاحظة وبالتالي الأكثر مقروئية،
فكانت «بيت» من بين الكتب المئة الأولى في مختلف الحقول التي حظيت باهتمام القرّاء، وذلك فضلاً عن اهتمام نقدي واسع في دوريات مراجعات الكتب الأكثر أهمية.
في هذه الرواية، تستعيد توني موريسون بعضاً من أجواء لغتها التي طرحتها في رواية سابقة هي «محبوبة»، بحيث إن المرء يلاحظ ذلك مباشرة في بعض مقاطع الرواية التي تبدو كما لو أنها قصيدة نثر تماماً، وبالمعنى الذي يمارس فيه شعراء أميركا الشمالية كتابة هذا الجنس الأدبي، إلى حدّ أنه مع اجتزاء تلك المقاطع وإدخال نوع من التعديل التحريري عليها، فإنه بالإمكان أخذها بمعزل عن الرواية- الكتاب والحدث والحكاية.
لكن «بيت» أيضاً، كما هو حال روايات أخرى لتوني موريسون، تبقى في أجواء الأفارقة الأميركان التي هي واحدة منهم؛ في أجواء تاريخهم إذ تحوّله بمخيلتها الخصبة إلى تاريخ يخصّ الأفراد جميعاً وبحيث تحقق تعاطفاً من قبل القارئ مع أبطالها وتحاول عبر مزج ما هو تاريخي بالإنساني– الواقعي، أن تفضح أسس العلاقة التي كانت تقوم عليها علاقة السود بالأوروبيين البيض الحاكمين والمهيمنين.
كتابة أبدية
والحال أن توني موريسون تنجح إلى حدّ بعيد في جعل هذه الرواية مثيرة للمشاعر والإدهاش معاً. تبدأ الرواية بكلمات ثلاث، أو بسؤال حارق بمعنى أدقّ: «لمَنْ هذا البيت؟»، التي يشبهها الناقد الأميركي ليه هاجر بأنها كتابة منقوشة في أسفل تمثال، أي أنها أبدية ودائمة، وذلك في مقالة له نشرتها «نيويورك تايمز» بعد صدور الرواية، كما يكشف عن أن توني موريسون كانت كاتبة أغنيات، أي أنها أيضاً شاعرة بمعنى ما، وكتبت كلمات هذه الأغنية دون أن تحدد هوية المغني. لكنه يرى أيضاً أن هذا الاختيار لكلمات الأغنية هذه تحديداً دلالة على «كم هي الأفكار الرئيسية التي تقولها قد تزوّدت بمخزون كبير»، ويقصد بمخزون تاريخي كبير.
|