تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوراق الزمـــــن الأخضـــــــر

ثقافـــــــة
الثلاثاء 22-1-2013
منذ شهرين و نيف طالعتني أبيات شعرية زينت لوحات الاعلان في شوارعنا،كم شعرت بالسرور، بالغبطة، شعر يقرؤه كل من تقع عيناه على اللوحة الاعلانية، مهما كانت قراءته له رديئة لكنها سوف تترك أثراً، تحرض، تؤدي دوراً ما..

على الأقل تبعث في الذاكرة شيئاً من العبق.. حدث ذلك مرة و مرتين لا أدري لكنها حقيقة خطوة تحسب لمن قام بها سواء وزارة الثقافة أو المؤسسة العربية للاعلان..‏

بالأمس ومن باب المصادفة و حدها وصلتني (مفكرتان) الأولى للطاولة، والثانية للمكتب، و كلاهما من إعداد وطباعة وزارة الثقافة سأقف عند مفكرة الطاولة، شدتني لا لأنها ساحرة في إخراجها أو أي شيء آخر، بل لأن أوراقها المقواة حملت صور مبدعين الكبار في شهر كانون الثاني وصفحته تطالعك صورة بدوي الجبل و بيته الشعري الشهير:‏

يا رب تدري الشام أني أحبها‏

وأفنى وحبي للشام يدوم..‏

في صفحة شهر شباط، صورة فخري البارودي وقوله:‏

فلا حدّ يباعدنا.. و لا دين يفرقنا..‏

وفي شهر آذار، نسيب عريضة و قوله:‏

عاصيك كوثرنا لنا في ورده‏

طعم الخلود و نكهة من شهده..‏

ونيسان يزهر مع فارس الخوري و قوله:‏

بني وطني إن الشام تريدكم‏

فسيروا على نهج الهدي في ركابها‏

وأيار موعد الصيف و نهاية الربيع يعبق مع بدر الدين حامد:‏

الدهر بين يديك عجباً لشأنك أي شأن‏

أفنى الجبال و ماله بك يا وليدة يدان‏

أما حزيران، فهو لشاعر العبق و الياسمين نزار قباني:‏

إن إعجبك بي نسب، فأمي الشام أعطتني العلا نسبا‏

وفي تموز نقف مع ساطع الحصري و مقولته:‏

اضمنوا لي وحدة الثقافة وأنا أضمن لكم ما بقي من ضروب الوحدة..‏

وفي آب يطل علينا سلطان باشا الأطرش مخاطباً أبناء الوطن:‏

يا بني وطني اليس لكم بعد الآن على اختلاف المذاهب و الفئات إلاّ عدد واحد و هو الاستعمار الأجنبي.‏

وورق الخريف الأصفر ينضج مع حكمة محمد الفراتي:‏

إيه يا بلبل الفرات ترنم‏

فوق شطأنه وحيّ الورودا..‏

وللعاصي و جماله نصيب في تشرين الأول مع شاعر الجمال و الحب وليد فنباز:‏

لا تسألوني ما حما‏

فهي الجنان الخلد‏

في كل ربع لوحة‏

في كل صوب مشهد‏

والسرّ فيها مشرق‏

في كل يوم يولد‏

وفي تشرين الثاني بطل شفيق جبري:‏

لنا وطن لا ينبغي أن نبيعه‏

فما في نعيم الدهر شيء يعادله‏

كانون الأول آخر الأوراق مع إلفت الادلبي وصرختها:‏

«المخجل أن تفقد دمشق هويتها كمدينة السحر والجمال».‏

عمل جميل و جريء، لن نقف عند بعض الملاحظات العابرة مثل ترتيب الشخصيات و اختيار الأبيات الشعرية و الأقوال، فالمهم أن العمل جدير بالاحترام و التقدير، و لكن يوزع على خجل، ومن باب المصادفة أني رأيته مع أحدى الزميلات.. وإلى الأستاذ نزيه خوري كان قصدنا ولبى النداء.. فلم لا يوزع مثل هذا العمل أليس عملاً دعائياً لابداع جميل متميز نعتز به.. لتكن خطوة أولى تليها خطوات تقدم مبدعينا الأحياء والراحلين..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية