التـــــلوث والهـــــلاك الكبيــــر ..!!
علوم وبيئة الثلاثاء 22-1-2013 تشير التقارير البيئية الحديثة إلى أن معدل انقراض وتناقص الأنواع النباتية والحيوانية التي يشهده كوكبنا لم يحصل في الأرض منذ خمس وستين مليون سنة،
حين انقرضت الديناصورات وللأسف وبهذه الوتيرة فنحن ربما نكون نقترب من حالة انقراض جماعية مماثلة لما وقع من قبل , وإذا لم يتم وقف التدهور الحالي الحاصل في البيئة، فإن العالم سيفقد وإلى الأبد نحو خمسة وخمسين في المئة من الكائنات الحية خلال فترة تتراوح ما بين خمسين ومئة عام من الآن. وعلى مدى الأعوام الثلاثين القادمة، يتوقع العلماء انقراض نحو ربع الثدييات المعروفة وعشر أصناف الطيور ونسبة كبيرة من النباتات وذلك نتيجة للتلوث البيئي وللتغير المناخي المطرد ولفقدان هذه الكائنات الحية الهامة مواطنها الطبيعية.
وإذا كانت الانقراضات الجماعية التي حدثت عبر التاريخ، على خلفية كوارث طبيعية، كالتغيرات المناخية أو سقوط أجرام سماوية، فإن الانقراض الجماعي السادس، هو من صنع السلوك غير الرشيد، لأرقى مخلوقات هذا الكوكب، ألا وهو الإنسان، فكل العلماء يجمعون على أن الأنشطة البشرية تسببت في انهيار سريع في التنوع الإحيائي، وتدمير المنظومات الأيكولوجية، لقد جلب الإنسان بأنشطته أنواعاً لا حصر لها من الملوثات، التي أضرت بمخلوقات البر والبحر على السواء.
مثال ذلك إن مناخ الأرض، الذي شهد اضطرابات شديدة، خلال الأعوام الماضية، نتيجة ارتفاع معدلات الانبعاثات الغازية الضارة، مرشح لأن يشهد المزيد من الاضطرابات في ظل سياسة اللامبالاة، المنتهجة من قبل الدول الصناعية الكبرى، التي لم تتخذ إجراءات فاعلة للحد من هذه الانبعاثات التي سيتضاعف خطرها. وفي تقرير خطير ورد: أن ثمة تحولات مناخية بالغة الخطورة، سوف نشهدها خلال العقود القليلة القادمة، بصرف النظر عن التزام الدول بخفض انبعاثاتها الغازية، ففي حال ثبات الانبعاثات عند معدلاتها الراهنة، فإن درجات الحرارة سوف ترتفع على نفس مستوياتها الحالية، والنتيجة..ذوبان مساحات هائلة من جبال الجليد في القطبين، وغرق مساحات كبيرة من اليابسة، وانتشار الأمراض، بل وظهور فيروسات وميكروبات جديدة أكثر فتكاً، ومن ثم هلاك المزيد من أنواع المخلوقات الحية. ويمتد النشاط البشري غير الرشيد، إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي، وهو سبب خطير للانقراض... فتدمير البيئة المعيشية للكائنات الحية، والعمليات العشوائية لنقل أنواع من الكائنات من مستوطناتها الطبيعية، إلى مناطق جديدة، لم تواجد فيها أبداً من قبل، ويخل بالتوازن الطبيعي، ويجعل من الصعب الاستمرار في البقاء. لقد اكتشف الإنسان، بعد فوات الأوان، أن تصرفاته هذه أضرت ضرراً بالغاً بالمخلوقات التي تشاركه العيش على هذا الكوكب... فحاول أن يعيد التوازن لمنطقة ما، انقرض فيها حيوان كان يقطنها منذ أزله الأول، ولكنه اكتشف وبعد فوات الأوان أيضاً أن إعادة التوازن تتطلب إعادة الحيوان المنقرض...!!. وإذا كان الإخلال بالتوازن الطبيعي هو بحد ذاته سبباً كافياً، لحدوث انقراض جماعي، ناهيك بالتلوث... فإن استنزاف الثروات البيولوجية الأرضية من قبل الإنسان، سبب آخر يضاف إلى قائمة الأسباب التي تعجل بالدخول في دائرة الانقراض الجماعي السادس. وفي تقريرهم عن حالة الكرة الأرضية أشار خبراء وباحثون في الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة والحياة البرية (WWF) إلى أن الجنس البشري يستهلك من ثروات الكوكب الأزرق، كالأسماك والغابات على سبيل المثال قدراً يزيد بعشرين في المئة، عما تستطيع الكرة الأرضية توليده أو تجديده في الوقت المناسب لضمان استمرارية هذه الثروات الطبيعية., تقديرات الهيئات والمنظمات الدولية، المعنية بشؤون البيئة والحياة الطبيعية، تشير إلى أن مخلوقاً حياًينقرض ويفقد (يندثر نوعه) كل دقيقة، وأنه خلال الربع ساعة ذاتها تزال مساحة من أشجار الغابات .
|