تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أزمة كهرباء!!

أروقة محلية
الثلاثاء 22-1-2013
هنادة سمير

رغم التصريحات المتعاقبة التي يطالعنا بها وزير الكهرباء حول تحسين وضع الكهرباء وإعادة ساعات التقنين التي وصلت الى أكثر من 12 ساعة يوميا في العديد من المحافظات الى حدودها الطبيعية

فلا تزال تبدو أزمة الكهرباء وكأنها معضلة عصية على الحل تتفاقم كل يوم لدرجة انقطاع الخدمة كليا عن بعض الأحياء السكنية لعدة أيام لسبب أو لآخر.‏

وإذا كان جانب من أزمة الكهرباء تلك يخضع للظروف التي تمر بها البلاد وعمليات الاعتداء والتخريب التي طالت الشبكات بفعل الأعمال الإرهابية، فلا شك أن باقي جوانب المشكلة يخضع لمدى قدرة الجهات المعنية على التعامل مع أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة لها، ومن تلك الأسباب ظاهرة الهدر الذي تمارسه المؤسسات والذي لم يطرأ عليه أي تغيير خلال الأزمة الحالية فلا تزال الأضواء تنار في وضح النهار في الدوائر الحكومية المختلفة ولا تزال السخانات الكهربائية تستخدم بسبب ومن غير سبب، علماً أن وسطي الهدر سنويا حسب دراسات أجرتها وزارة الكهرباء يتجاوز من حيث الكمية والقيمة مجمل الاستهلاك المنزلي للطاقة الكهربائية كما تبين الدراسة أن نسبة الهدر المثبتة في دمشق هي 35% وهو من أعلى النسب في العالم كما قدرت قيمة الهدر في الطاقة الكهربائية بأنها تتجاوز ملياري دولار سنوياً.‏

أضف الى ذلك تهرب الجهات الحكومية من وزارات ومؤسسات وشركات من دفع مستحقاتها من فواتير الكهرباء وعدم الجدية في ملاحقتها وإلزامها بذلك حيث بلغ إجمالي الديون على القطاع العام سنة2011 وما قبل نحو 17.802 مليار ليرة حسب إحصائية معدة في 30/9/2012 الأمر الذي يؤدي إلى منعكسات سلبية كثيرة على قطاع الكهرباء يتجلى أبرزها بعدم التمكن من تنفيذ المشاريع على اعتبار أن المؤسسات والشركات المرتبطة بالوزارة ذات الطابع الاقتصادي تقوم بتمويل خططها الاستثمارية والتقديرية من مواردها الذاتية، كما أن الاستجرار غير المشروع من قبل المواطنين قد فعل فعله بإنهاك الشبكات وتحميلها فوق طاقتها مما يؤدي الى الانقطاعات المتكررة وحرمان أحياء بأكملها ولعدة أيام من الكهرباء وهو ما حدا بوزير الكهرباء الى وصف تلك السرقات بأنها عمل يشابه في شناعته حمل السلاح.‏

ويصبح التساؤل هنا مشروعاً إن كان التساهل في معالجة تلك المسائل مقبولا في الماضي فهل هو كذلك في ظل الأزمة ومتى تبادر الحكومة الى اتخاذ إجراءات جدية وحازمة في المعالجة إن لم يكن الآن ؟.‏

ما تقدم يستوجب عدم الاكتفاء بتشخيص المشكلة وأسبابها إنما بوضع خطط وآليات تنفيذ واضحة ومحددة وقابلة للقياس والتقييم من خلال برنامج وطني شامل يهدف الى ترشيد الطاقة ونشر الوعي بذلك ومحاربة كل أشكال الهدر والتعديات على الشبكات والاستجرار غير المشروع بوسائل فعالة وتخفيض معدلات الفاقد منها ويعمل في الوقت ذاته على تحصيل الديون المترتبة على كافة الجهات الحكومية دون استثناء بما يصب في هدف تنفيذ المشاريع الكفيلة بتطوير قطاع الطاقة الكهربائية والخروج من أزمة الحاجة إليها الى الأبد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية