تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واشنطن والكتف الخليجية

نافذة على حدث
الثلاثاء 3-4-2012
عبد الحليم سعود

على إيقاع التسخين المتصاعد للملف النووي الايراني، واستمرار عمليات النفخ والتضخيم بما بات يسمى «فزاعة إيران»، أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في السعودية قبل أيام محادثات حول خطط لإقامة درع صاروخية خليجية لمواجهة إيران وذلك على شاكلة الدرع الصاروخية التي أقيمت في شرق أوروبا لمواجهة روسيا.

هذه الجرصة الجديدة تؤكد رغبة واشنطن باستنزاف «البقرة الخليجية» حتى آخر نفس بعد أن عرفت من أين تؤكل كتفها، ففي كل مرة ترفع فيها إسرائيل حرارة الملف النووي الايراني تفوز واشنطن بصفقة تسلح قياسية جديدة مع إحدى أو مع مجموع الدول الخليجية، إذ لا يكلف الأمر سوى بعض الاتهامات الإسرائيلية أو الأميركية لإيران أو بعض الحملات الإعلامية المركزة ضد برنامجها النووي حتى ترتعد فرائص أصحاب العروش الخليجية فيسارع هؤلاء كعادتهم لشراء السلاح المكدس في المستودعات الأميركية إرضاء لشركات صنع السلاح المأزومة، بعد أن باتت «الفزاعة الإيرانية» الدجاجة التي تبيض ذهبا بالنسبة لواشنطن وشركاتها.‏

وبالطبع لا يصل الأمر حد التشاور أو التفاوض بين واشنطن وحكام الخليج بشأن الصفقات المبرمة، لأن ما تريده «السيدة الشقراء» من هؤلاء تفرضه وفق دبلوماسية «كن فيكون»، ولو كان الأمر بيدهم لكانت أيسر وأقصر وأرخص الطرق لحماية أمنهم هو التفاهم والتعاون مع إيران الجارة القريبة بدل استعدائها وتكديس السلاح استعدادا لخوض حرب وهمية ضدها، فكم دأبت إيران على طمأنتهم وتبديد هواجسهم، لكنهم كانوا ينصتون إليها بإذن من طين «أميركي» وأخرى من عجين «إسرائيلي، رافضين كل دعواتها للحوار والتعاون.‏

لتصبح الحقيقة التي بات العالم يعرفها هي أن إسرائيل تستخدم ملف إيران النووي كورقة ضغط على واشنطن لتحصل على ما تريد من المال والسلاح والحماية، بينما تستخدمه واشنطن لابتزاز دول الخليج لتوقيع المزيد من صفقات التسلح وإقامة القواعد العسكرية، لتبقى الوظيفة الوحيدة للسلاح والوجود الأميركي في منطقتنا في كل الظروف حماية أمن إسرائيل والدفاع عنها لا حماية الخليج والدفاع عن أهله..فهل يعي حكام الخليج هذه الحقيقة أم أنهم سيبقون مجرد دمى تلعب بهم واشنطن متى تشاء وتضحي بهم متى تشاء..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية