حققت من خلال كتابة الشعر ما أمكن «لبيتي فريدان» مؤلفة كتاب «سحر المرأة» أن تحققه من خلال الكتابة بالنثر. رحلت عن عمر يناهز 82 عاماً جراء مضاعفات التهاب المفاصل الروماتيزمي الذي عانت منه لفترة طويلة.
كانت لعقود طويلة بين الكتاب الأكثر تأثيراً في الحركة النسوية, ومن أشهر المثقفين لدى الرأي العام الأميركي. كتبت أربعة وعشرين مجلداً من الشعر أهمها: «تغيير للعالم» 1951، و«قاطعوا الماس» 1955 و«لقطات فوتوغرافية لكنّة» 1963 و«ضروريات الحياة» 1966، و«وريقات» 1969 و«إرادة التغيير»1971 و«الغوص في الحطام» 1973 و«عشرين قصيدة حب» 1977 و«الحلم بلغة مشتركة» 1978، و«صبر جامح جاوز بي الحدّ» 1981، و«أصول» 1983، و«موطنك الأصلي، و«حياتك» 1986 و«نفوذ الزمن» 1988، و«أطلس للعالم الصعب» 1991، و«عملية إنقاذ عند منتصف الليل» 1999، و«ثعلب» 2001.
وفي النثر لها ستة مؤلفات تركزت حول المرأة. وقد باعت من الشعر وحده ما يقرب من 800 ألف نسخة، وفقاً لدبليو دبليو نورتون وشركاه، الدار التي نشرت لها معظم أعمالها منذ منتصف ستينيات القرن الماضي.
وفي وصفها للتفاصيل الخانقة التي كانت قد حددت حياة المرأة لعدة أجيال، عملت بشكل دؤوب على المطالبة بإنهاء حرمان المرأة من حقوقها على يد الرجال.
وبالنسبة للسيدة ريتش، كانت حياتها الشخصية مرتبطة بالسياسة والشعر في آن واحد، فعملها يقرأ على شكل سلسلة من برقيات عاجلة من الجبهة. وفي حين وصف بعض النقاد شعرها بالانفعالي، بقيت تحتفي برؤيتها الشعرية والتجديد المستمر. كانت خشنة في كثير من الأحيان، وعامية، وأحياناً صادمة.
كُرّمت عدة مرات حيث أطلقت عليها مؤسسة ماك آرثر لقب «العبقرية» عام 1994، ونالت العديد من الجوائز الشعرية، وكان أولها جائزة «يال» عن مجموعتها الأولى «تغيير للعالم» عام 1951. والجائزة الوطنية للكتاب لعام 1974 عن مجموعة «الغوص في الحطام» ويعتبر هذا العمل الذي نشر عام 1973 من أكثر أعمالها نجاحاً وكان يدور حول حرب فيتنام. ونالت الميدالية الفضية لجائزة روبرت فروست عن أعمالها الشعرية الكاملة لعام 1992، وجائزة والاس ستيفنز لعام 1997. وفي عام 1997 أثارت زوبعة برفضها الوسام القومي للفنون وهو أعلى جائزة تمنحها الحكومة الأميركية للفنانين وذلك لأسباب سياسية. وكتبت تقول: «لا يمكنني أن أقبل جائزة من الإدارة الأميركية لأن معنى الفن كما أفهمه لا يتفق مع سياسات المصالح التي تنتهجها هذه الإدارة.
عملت السيدة ريتش بجد رغم إيمانها بأن الشعر وحده لا يستطيع تغيير العادات والمفاهيم الاجتماعية الراسخة. «الشعر ليس غسول الشفاء، او رسالة عاطفية، إنما نوع من العطر اللغوي» هذا ما قالته في كلمتها أثناء تسلمها وساماً من المؤسسة الوطنية للكتاب عام 2006 لمساهمتها المتميزة في الآداب الأمبركية. ولكن في نفس الوقت، أوضحت بشكل مدوّ في المقابلات، وفي المحاضرات العامة وفي عملها، بأن للشعر دوراً كبيراً في حياة المرأة وزيادة وعيها ويستطيع أن يضيء حياتها.
ولدت أدريان ريتش في بالتيمور في 16 أيار عام 1929. تخلت والدتها عن طموحاتها الفنية وعملها كعازفة بيانو ومؤلفة موسيقية لتتزوج وتنجب أطفالاً. دأبت أدريان على قراءة كتب الشعر لشعراء أمثال ييتس, وويتمان, وفروست, وأودن حيث أعدّها والدها الطبيب لتكون معجزة أدبية. وشجعها على كتابة الشعر عندما كانت لا تزال طفلة. درست الآداب وتخرجت من جامعة رادكليف عام 1951، ودرست في عدة جامعات، بما في ذلك جامعة كولومبيا، برانديز، روتجرز، كورنيل وستانفورد.
وفي عام 1953 تزوجت من عالم اقتصادي في جامعة هارفارد، ألفريد هاسكل كونراد، وأنجبت منه ثلاثة أولاد. انتقلت العائلة إلى مدينة نيويورك، حيث أصبحت السيدة ريتش ناشطة في مجال الحقوق المدنية والحركات المناهضة للحرب. وعاشت مع زوجها حتى مماته عام 1970.
تأثرت في بداياتها بكل من ييتس, وويتمان, وفروست, وأودن, فكانت شاعرة تقليدية مستسلمة للحياة راضية بالتقاليد والمواريث القديمة كوالدتها، ولكن بعد وفاة زوجها ومع صدور مجموعتها الشعرية الثالثة «لقطات فوتوغرافية لكنّة» 1963 شهدت تغيراً كبيراً حيث سيطرت قضايا المرأة على كتاباتها وأصبحت لغتها متحررة, ومن ثم باتت من أكثر المدافعين عن حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل. كذلك أصبحت لغتها أقوى وأكثر اندفاعاً وخرجت عن أسلوب شعر القافية باتحاه الشعر الحر.
شغلت أعمالها النقاد منذ بداياتها، مروراً بكتاباتها النسوية، وكتاباتها النقدية التي طاولت موضوعات عديدة منها إرثها الشخصي، والإرث التاريخي والحضاري لبعض الأماكن، والتقدم في السن.