تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسرحية رائد الجيل المتعب جاك كيرواك على المسرح قريباً

عن نيو يورك تايمز
ثقافة
الثلاثاء 3-4-2012
ترجمة: ر.ر

تعرض مسرحية جاك كيرواك «الجيل المتعب «لاول مرة في مسقط رأسه في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة بعد سبع سنوات من اكتشافها وذلك بمناسبة مرور تسعين عاما على ولادته.

‏‏‏‏

وقد كتب جاك كيرواك المسرحية عام 1957وهو نفس العام الذي وضع فيه كتابه المشهور «في مهب الطريق». وستُقدم المسرحية في الفترة بين 10 و14 تشرين الأول خلال مهرجان جاك كيرواك الأدبي لعام 2012 في مدينة لويل بولاية ماساتشوستس حيث نشأ كيرواك.‏‏‏‏‏

ووصف المنتجون المسرحية بأنها «قصة الصداقة والكرمة في خمسينات القرن الماضي» وهي تتناول تفاصيل يوم واحد في الشراب والمخدرات في حياة جاك دولوز وجه كيرواك الآخر، المجنون بالمخدرات.ويقف وراء انتاج العمل فرقة مريماك ريبرتوري وجامعة ماساتشوستس لويل وبدعم من عائلة كيرواك.‏‏‏‏‏

وتأتي هذه الأنباء في العام نفسه الذي سيتم فيه تمثيل فيلم رواية الكاتب «في الطريق» وسيقوم الممثلان البريطانيان سام رايلي بدور الكاتب سال بارادايس وغاريت هيدلوند بدور السجين السابق دين مورياتي ام رايلي وسيعرض الفيلم في ايلول في بريطانيا.‏‏‏‏‏

وفي العام الماضي، تم اكتشاف رواية كيرواك الأولى، التي كان يعتقد أنها فقدت، وتمت إعادة نشرها.‏‏‏‏‏

وكان كيرواك واحداً من الشخصيات البارزة من جيل خمسينات القرن الماضي المتعبين من فناني الولايات المتحدة. وقد رفض جيل الكتاب المتعبين المادية والمطابقة وشجعوا على الحرية الشخصية واستخدام العقل. وقد تم العثور على مسرحيته «الجيل المتعب «في مستودع في مدينة جيرسي في أواخر عام 2004. ووجد المسرحية وكيل كيرواك، ستيرلينغ لورد، الذي قال ان كيرواك ارسلها لعدة منتجين ولكنهم رفضوها جميعا.‏‏‏‏‏

وقال السيد لورد ان كاتبة سيناريو ساعة الطفولة ليلان هيلمان والممثل مارلون براندو قد ساهما في تقويض فرصة المساعدة في تحويل مسرحية الجيل المتعب إلى فيلم سينمائي مشيرا الى ان كيرواك طلب منه في نهاية المطاف بعد الاحباط الذي اصابه من جراء رفض عمله اخفاء المسرحية، حتى انه وضعها بعيدا في مستودع حيث بقيت هناك ما يقرب من 50 عاما.‏‏‏‏‏

جاك كيرواك، هو أحد أبرز مبدعي جيل الغضب والتمرد والسلبية الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة وامتدت تأثيراته إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. وهو يشكل الى جانب ألن غنسبورج، وليام يوروز، نيل كاسيدي، وجريجوري كورسو، نواة للجيل الذي سمي بجيل الغضب في أعقاب الحرب التي حولت البشر إلى متخمين وهامشيين. وهؤلاء عاشوا على الهامش بكل معانيه الاقتصادية والإبداعية. وعاش كيرواك حياة معذبة في طفولته، وحياة التشرد والتصعلك في مراهقته مما دفعه اللجوء إلى الكتابة الأدبية باعتبارها تعويضاً رمزياً للواقع القاسي والمؤلم.‏‏‏‏‏

ولد جاك لوي كيرواك (1922- 1969) في لويل، ماساتشوستس، من أبوين فرنسيين كنديين، وهاجرت عائلته إلى نيو انكلاند، بحثاً عن العمل. تعلم اللغة الانجليزية في عمر السادسة. لم يكن يميل كيرواك إلى الكتابة باستمرار،وعمل مراسلا رياضياً لصحيفة «ذا صان لويل» وكذلك في البناء والخدمات الغذائية.‏‏‏‏‏

تميزت كتاباته بنمط الكتابة التجريبية وتعاطفها مع الأقليات والفئات الاجتماعية المهمشة لفترة ما بعد الحرب الأميركية. تبين حديثاً انه كتبها أول الأمر بالفرنسية. وأعلنت حينها صحيفة نيويورك تايمز أن كيرواك يمثل صوت جيل جديد في الأدب الأمريكي.‏‏‏‏‏

والكتابة بالنسبة اليه يجب ان يكون هدفها الأول والأخير امتاع مؤلفها. ومن هنا تخلو كتابات كيرواك من أي تلميح سياسي أو بعد أيديولوجي.‏‏‏‏‏

كتب جاك كيرواك رواية «على الطريق «عام 1951 ولكنه لم ينشرها إلا في عام 1957. فالرواية عبارة عن سيرة ذاتية استوحاها من رحلاته على الطرق، وخصوصا رحلاته مع زملائه الذين أسسوا جيل الغضب المعروف.‏‏‏‏‏

واستوحى الرواية أيضاً من موسيقا الجاز والشعر وتجارب المخدرات، ولكنه غيّر مئات الأسماء في الرواية، وخلق منها أسطورة شعبية كتبها كيرواك في ثلاثة أسابيع واستغرق نشرها تسعة أعوام. وقامت دار نشر فايكنغ بنشر النسخة الأصلية عام 2007. ولا تزال النسخة الأصلية موجودة في جامعة إنديانا.‏‏‏‏‏

وبعد سنوات عديدة من احتكاكه بغيره من الكتّاب في جيله، وخلق صداقات مع بعضهم مثل وليام بوروز وإلين غينسبيرغ وغاري سنايدر، لم تنجح محاولاته في جذب اهتمام الناشرين الى عمله، وقد أسكرته الشهرة المفاجئة، التي حظيت بها رواية «على الطريق»، وأفقدته التوازن، وبات يزعجه ما يكتبه النقاد مثل ترومان كابوتي الذي قال عن أسلوبه القائم على سيل الوعي أو تداعي الذاكرة، إنه «ليس كتابة، بل مجموعة حروف مطبوعة» وتوفي كيرواك لإكثاره من الشرب عام 1969، وكان في السابعة والأربعين من عمره، مخلفاً عدداً قليلاً من المؤلفات التي تعتبر سيرة ذاتية روائية ومجموعة من المناصرين المتحمسين.‏‏‏‏‏

رفض كيرواك ورفاقه الملكية والوظيفة ومجّد المخدرات والعلاقات الحميمة والفوضى والتمرد. لذلك اعتبرها النقاد بمثابة ترجمة لأحلام الشباب بالترحال والانتقال وحرق السفن وراءهم بحثا عن الحرية.‏‏‏‏‏

كان كيرواك يبحث بسلوك الصعاليك والمتشردين عن الإنسان الضائع، وكان دائما يقدم نماذج تتعرض لأزمة تقودها إلى الانهيار كما فعل من قبله جون شتاينبك وجورج أورويل. كان ضائعا، بلا ميثاق مع الطبيعة، وبلا ميثاق مع الدولة، وحتى بلا صورة عن هوية ولذلك كان ينتقي مفرداته ومضامينه ليضيف إلى الخط العدمي الذي تحدث عنه رواد التيار العبثي في الأدب.‏‏‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية