تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيــــف نــــــربي أبنـــــاءنا ليكونـــــوا قــــادة المســــتقبل ..؟

مجتمع
الثلاثاء 3-4-2012
ابتسام هيفا

قد يكون في الأسرة الواحدة عدة أطفال ولكن لكل واحد منهم ميول وهواية .. ولكل منهم شخصيته فنجد أحيانا طفلاً لا يستطيع التصرف بأمر ما إلا إذا أرشده أحد والديه ونجده ينقاد بسهولة من قبل إخوته وأقرانه..

وبالمقابل نجد طفلاً آخر يختلف عن إخوته فنجده يتميز بقوة الشخصية وتبرز لديه سمات القيادة بصورة بدائية متواضعة، فنرى الطفل القائد أول ما يمارس هذه الصفة على إخوته في المنزل حتى لو كان بعضهم اكبر منه سناً، كأن ينصب نفسه معلماً لهم ، أو نراه يحاول المبادرة والسبق إلى تلبية حاجات والديه من بقالية الحارة ، هذا على الصعيد المنزلي، أما على صعيد الحي الذي يسكنه فتراه يترأس فريق كرة القدم ويمارس دور قائد اللعبة على أقرانه من أطفال الحارة، وفي المدرسة نراه يحاول طلب عرافة الصف، ويحرص على أن يكون أكثر تميزاً عن غيره حتى يحظى بثقة رفاقه ليستمر في قيادتهم وبقناعتهم.‏

الأهل قدوة للأطفال ..‏

من معرفة الصفات المطلوبة في الإنسان القيادي فإنه يسهل علي الأب أو الأم أو المربي أن يزرع هذه الصفات في الطفل . و من ضمن الوسائل المتبعة في ذلك أن يكون الأهل و المربون قدوة للأطفال في كل شئ . وأن يتسموا بهذه الصفات حتى يكونوا مثالا واضحا صريحا للطفل يرغب هو في اتباعه و الحذو علي خطاه . كما يجب أن يشجع الأهل الطفل دوما بإعطائه الثقة في نفسه و الثناء على كل شئ جيد يفعله . كما يجب مساعدته على فهم معاني القيادية الحقيقية و عدم استخدامها كلفظ فقط او كصوره باهته المعالم . أيضا ينبغي على الأهل ان يشعروا أبناءهم بأهميتهم في الأسرة و في المجتمع عموما و يؤكدوا على مكانتهم عند الأهل . كما ينبغي وضع الطفل في مواقف كثيرة بصفه مستمرة يكون فيها تحمل للمسؤولية و تدريبه علي أداء مهام وإتقانها مع متابعته و تعليمه الذكاء و المرونة و الفطنة في المواقف .‏

رأي..‏

بحسب رأي علماء النفس إن زرع الصفات القيادية في الإنسان يجب ان تتم منذ الصغر . و كون الأهل والمحيطين قدوة للطفل فإن ذلك يكون هو المؤثر الأول و الأهم بالنسبة لزرع أي صفه في الطفل .‏

ونشير هنا إلى التأثير السلبي للقسوة على الطفل او نقده باستمرار او عدم معاملته بحنان و احتواء كافٍ لأن استخدام أساليب القسوة مع الطفل تجعله من الصعب عليه أن يصبح شخصاً متوازناً وقيادياً ناجحاً. لأنه يقتل كثير من جوانب التوازن والإبداع بداخل هذا الطفل و يجعله غير واثق بنفسه على الإطلاق . خاصة وانه يرى أن أهله و هم اقرب الناس له يعاملونه بقسوة ويشعرونه انه فاشل او غير ذكي و فيه أي من الصفات السلبية سينشأ خجولا ومنعزلا و غير متوازن .‏

أما الطفل القائد الذي يتخذ من العنف و إيذاء الآخرين سواء من إخوته او زملائه في المدرسة وسيله للتعبير عن قيادته و قوته فيجب على الأم والأب أن يكونون حازمين معه لو أساء لأحد ما و يوجهونه بصفه مستمرة .‏

وإذا عدنا إلى كثير من قادة العالم السياسيين فإننا نقرأ في سيرتهم أدوارا قيادية مارسوها وهم صغار في منازلهم أو في المدرسة او الجامعة..‏

إذن، فالميل إلى القيادة والرغبة بها هي نزعة تبرز مبكراً لدى الطفل وتتطور في مراحل حياته، وعندما يشتد عوده، فلربما يكون هو المبادر للقيام بنشاط طلابي ما، كالاحتجاج على نقص الاحتياجات المدرسية او طريقة التدريس، ومن ثم القيام بنشاط سياسي كقيادة مظاهرة او اعتصام لتحقيق مطلب جماعي عام.‏

أخيرا..‏

ومن المهم الإشارة الى انه على الأهل والمعلمين ان يُذكرّوا هذا «القائد الصغير» بأنه يجب ان يكون قدوة حسنة لرفاقه، فلا يتعالى عليهم، ولا يفرض قيادته عليهم بشكل فوقي، ومتغطرس، وان نفهمه بأن القيادة إنما هي لخدمة زملائه وتحقيق أهدافهم المتواضعة التي يسعون إليها. وان يكون خلوقاً، متعاوناً، متفهماً لمشاعر المجموعة التي يقودها سواء كانت فريق كرة قدم، او كشافة، او رحلة مدرسية جماعية.‏

ان مثل هؤلاء الأطفال يجب ان يحظوا بالرعاية والتشجيع دونما إطراء مفرط، لأن الإطراء المفرط يفسد ملكته للقيادة، فيتحول الى قائد قمعي، ويخسر هذا الدور. وعليه ان يتقبل النقد سواء من زملائه، او أهله او مدرسيه لأن النقد يصوّب الخطأ ويمنح الطفل القائد فرصة التفكير السليم في أسلوب قيادته.‏

Ebtesa5m@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية