بنزهة مع العائلة أو الأصدقاء لتجديد النفوس وللتمتع بجمال الربيع على ضفاف الأنهار والبحيرات وهو ما بدأنا نشاهده فعلاً على ضفاف نهر بردى على امتداده.
ولم يقتصر إغراء الطبيعة على الجلوس في أحضانها وتناول ما لذ وطاب من الطعام بل تعداه عند بعض الأطفال واليافعين إلى اللعب على ضفاف الأنهار والبحيرات وممارسة هواية السباحة دون اكتراث بالعواقب أو إدارك للمخاطر التي تتربص بهم والتي يمكن أن تودي ببعضهم إلى نتائج غير محمودة كاحتمال سقوط الأطفال أو قوة جريان النهر التي قد تكون مفاجئة لمن أراد السباحة فيها فتجرفه إلى موت محقق، هذا بالإضافة إلى احتمال الإصابة بالأمراض الناجمة عن تلوث المياه كالتيفوئيد والبلهارسيا والأمراض الجلدية المختلفة أو التعرض لضربات الشمس وما شابه.
وكم هي كثيرة حوادث الغرق التي تقع في مثل هذا الوقت من السنة نتيجة عدم الوعي بتلك المخاطر ومنها ما تم تداوله مؤخرا حول غرق طفلة دون العاشرة من العمر في نهر بردى، ولا تزال ماثلة في أذهان الجميع حادثة غرق 8 فتيات في عمر الزهور في بحيرة زرزر أثناء قيامهم برحلة مدرسية حيث انقلب بهم احد القوارب ولا من منقذ، فما كان من وزارة التربية في حينها إلا أن أصدرت عددا من التعليمات والقرارات التي تحدد شروط وأسس الرحلات المدرسية وتمنع الذهاب إلى الأماكن المرتفعة والعالية أو القريبة من منابع المياه والأنهار.
لكن هل تعد خطوة وزارة التربية على أهميتها كافية للحد من ظاهرة السباحة في الأنهار والبحيرات وما هو دور بقية الجهات المعنية في ذلك؟
الجدير أن تعمل المحافظة وجميع الوحدات الإدارية على وضع نقاط مراقبة وحراسة على كافة الشواطئ وضفاف الأنهار والبحيرات وإحاطتها بالأسوار وتكثيف تواجد الشرطة النهرية في الأماكن التي يرتادها الناس وتنظيم المخالفات بحق كل من يمارس السباحة في الأنهار التي لا تتحقق فيها عوامل الأمان والعمل على توفير فرق إنقاذ مدربة ومؤهلة ومزودة بالمعدات المناسبة مستعدة لأي طارئ، كذلك نشر الوعي بين الأطفال واليافعين بالمخاطر بالتعاون بين الأهل والمدرسة، وقد يعتقد بعض الناس أن السباحة في النهر مجانية ولا تكلف شيئاً، وهل هناك أغلى من الإنسان وحياته وسلامته!؟