|
الدور الضائع منوعات أحد الحضور من العاملين في المجال الإعلامي الثقافي لاحظ ذلك الاستياء فتماهى معه، وما إن انتهى العرض وبدأ الحوار حتى أعلن بغضب للجالسين قربه أنه لا بد أن يتصدى أحد لهذا العرض وينهي المهزلة، ثم أعلن تطوعه لهذه المهمة الثقافية البطولية.. قطع الخطوات الفاصلة بين مقعده والميكرفون بثقة (طاووسية).. قرًب فمه من الميكرفون متوجهاً بابتسامة حانية غبية إلى صناع العرض على المنصة، ثم إلى جمهور الحضور، وبلهجة دافئة لا ينقصها التكلف قال: بداية أريد أن أنتزع من قلبي وردة أهديها لأصحاب العرض لأنهم قدموا لنا عرضاً جميلاً وصادقاً و أميناً..!! ............ ظل المتعدد الاهتمامات الثقافية يروّج بين أصدقائه المقربين لفرقة غنائية تقدم تجربة خاصة، ويحدثهم طويلاً عن نجاحها في استلهام التراث وإحيائه وتجديده، مؤكداً بشكل أو أخر أنها جديرة بالاستماع إليها من النخب الثقافية.. بعد بضعة أشهر فوجئ بأغاني الفرقة ذاتها تصدح من فوق عربة بائع متجول، وفوجئ أكثر لما سأل البائع فأجابه بمعلومات مفصلة عن الفرقة منهياً حديثه بإبداء إعجابه بأغانيها.. فور عودته إلى المنزل تخلص من كل تسجيلات الفرقة لديه.. وبدأ يحدث أصدقاءه عن سوء تجربتها وتشويهها للتراث.. ............ قبل بدء الندوة المقررة لمناقشة رواية جديدة، جمعت دردشة في صالة الاستقبال بالمركز الثقافي بين كاتب الرواية والناقدين اللذين سيتحدثان عنها وعدد من المعنيين بالشأن الثقافي أحدهم يكتب في كل شيء لا يعرفه.. أحد الناقدين قال خلال الدردشة: إن من ميزات الرواية أنها توثق لطيور ونباتات لم تعد موجودة في بيئتها.. مع بدء الندوة في قاعة المحاضرات تبين، مصادفة، أن أحد الناقدين لم يقرأ الرواية التي جاء لينقدها.. ومع بدء مداخلات الجمهور قال الذي يكتب في كل شيء لا يعرفه: إن من ميزات الرواية أنها توثق لطيور ونباتات لم تعد موجودة في بيئتها.. ............ فور عودته من المهرجان السينمائي موفداً من صحيفته، نشر فيها مقالة وحيدة عن فيلم قال إنه شاهده في المهرجان.. بعد يومين اكتشف زملاؤه أن المقالة مترجمة عن مقالة بلغة لا يعرفها.. وأنها نشرت قبل بضعة أشهر في بلد غير البلد الذي أقيم فيه المهرجان.. وأن الفيلم لم يعرض أبداً في أي من فعاليات المهرجان.. ............ بعد انتهاء مراسم افتتاح معرضهم الجماعي، دعا صاحب الصالة الفنانين وضيوفهم إلى حفل عشاء تكريمي.. وقف أحد المشاركين مذكراً الحضور أن اليوم هو الذكرى السنوية الأولى لاحتلال بغداد، شاكراً صاحب الدعوة على إنجازه حدثاً سعيداً يخفف عنا وطء هذه المناسبة الحزينة.. رحب الحضور بهذه الملاحظة التي قالت ما في أنفسهم.. شاعر كان بين الحضور أمسك بالميكرفون وتوجه للحضور أنفسهم بلهجة أقل ما يقال فيها إنها تستفز مشاعرهم، قائلاً: أهنئكم بمرور عام على سقوط نظام غير ديمقراطي.. ............ إنها بعض من وجوه توهجت في حياتنا الثقافية.. وأترك لكم تفسير العنوان.. www.facebook.com/saad.alkassem
|