تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذه القضية... مــن متنفـس أخضر إلى حالـــة يصعــب توصيفــها؟!...«القرماني»حديقة خارج الخدمة

محليات-محافظات
الأربعاء 19-2-2020
ثورة زينية

ربما الاهمال والتقصير من جهة، والسلوكيات الخاطئة من جهة أخرى، حولت حديقة القرماني وسط دمشق من متنفس أخضر يقصده الجميع إلى مكان يصعب توصيفه يقيم فيه بعض الأشخاص الذين اتخذوا لهم من الكرتون المقوى ملجأ يحتمون به عند البرد والحر،

هذا المشهد الغريب تجده جنوب شارع الثورة بمنطقة المرجة في حديقة «القرماني» التي كانت يوما أرضية لما يسمى «السوق العتيق» الذي أزالته محافظة دمشق في نيسان من عام 2006.‏

الحديقة التي تتوسط منطقة شديدة الاكتظاظ كونها تقع عند مداخل الأسواق الرئيسية وتجاور المدينة القديمة باتت بؤرة منفرة تزدحم بالأشخاص الذين يفترشونها، ناهيك عن بائعي المشروبات الساخنة الذين حولوا مساحات الأعشاب الخضراء إلى مكب «لتفل» الشاي والقهوة وغيرهما مما يبيعونه، والروائح المنفرة التي تنتشر في أرجاء الحديقة تمنعك من مجرد التفكير بالمرور خلالها، حتى إنه لم يتبق من 250 غرسة تم زرعها خلال فعاليات المهرجان البيئي «سوا ترجع أحلى» عام 2016 سوى بضع غرسات، كما لم يبق مقعد أومرفق من مرافق الحديقة إلا وأصبح خارج الخدمة، بينما أصبح الحمام الأثري الذي يتوسطها مكانا تعيث فيه الحشرات والقوارض.‏

حاولنا الاقتراب من بعض الذين يتكورون في الأكواخ التي صنعوها من الكرتون للسؤال عن وضعهم لكننا قوبلنا بالرفض والطرد وربما لو ألححنا قليلا كنا تعرضنا للضرب ولم نستطع أن نستفسر عن وضع هؤلاء الأشخاص، لكن معظم من يجاور تلك الحديقة من أصحاب المحال التجارية وبائعي البسطات أكدوا لنا أنهم ليسوا مهجرين كما يدعون، إنما هم عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين يمتهنون التسول ويتخذون من الحديقة مكانا ينامون فيه.‏

مدير الحدائق المهندس ياسر البستوني بين أن عماله يقومون يوميا بتنظيف الحديقة عبر ثلاث ورديات حتى إن بعضهم أصيب بأمراض فطرية نتيجة عمليات التنظيف اليومية حيث يمارس هؤلاء الأشخاص حياتهم في الحديقة وكل ما يتعلق بـ «الطعام، الحمام، النوم»، ومن ضمن ذلك تخريب ممتلكاتها، يجمعون الكرتون المتوفر وينامون عليه، ثم يتركونه في الصباح ليتحول إلى قمامة، مشيرا إلى أنه ورغم المحاولات العديدة مع أقسام الشرطة والشؤون الاجتماعية لمنع هؤلاء من المبيت في الحديقة إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، مؤكدا أنه لايوجد قوانين صارمة في هذا الموضوع، علماً أن الجهات المعنية تقوم بأخذهم إلى مراكز الإيواء التي تتوافر فيها ظروف إقامة لائقة لكنهم يعودون إليها بعد فترة قصيرة.‏

ويبقى ذلك المتنفس الأخضر رهن التعديات بأشكالها المختلفة بانتظار حلول تسعفه من وضعه الحالي!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية