ومستفيدة من الصمت والتخاذل الدولي عن فرض آلية عملية تلجم عربدة مجرمي الحرب الصهاينة ووتكبح انفلاتهم من القانون الدولي.
وفي هذا السياق تعد ما تسمى وزارة الإسكان في حكومة الاحتلال لإقامة مشروع استيطاني ضخم شمالي مدينة القدس، في المنطقة التي نصت مؤامرة «صفقة القرن» على إقامة منطقة سياحية عليها حسب صحيفة «هآرتس» الصهيونية.
ويقع المشروع الصهيوني الجديد في منطقة قلنديا، شمالي مدينة القدس، التي يحيط بها جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال عام 2002.
وحتى سنوات، كانت المنطقة تتبع لمطار قلنديا الدولي الذي أنشئ في العام 1920، إبان الانتداب البريطاني على فلسطين، واستولت عليه العصابات الصهيونية في العام 1967 إذ استخدمته حكومة الاحتلال في رحلات داخل فلسطين المحتلة، قبل أن يتم إغلاقه نهائيا بعد العام 2000 حيث يخضع لمسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت «هآرتس» ان المشروع الصهيوني سيكون على ارض مساحتها 1243 دونما ومن المخطط بناء 6-9 آلاف وحدة استيطانية عليها، إضافة إلى مناطق تجارية بمساحة 300 ألف متر مربع و 4000 متر مربع كمناطق تشغيل وفندق وخزان مياه.
وكانت «صفقة القرن» المزعومة نصت على إقامة منطقة سياحية فلسطينية في المنطقة، لترتيب انتقال السياح إلى الأماكن الدينية في القدس الشرقية.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن اليمين الصهيوني الحاكم والمستوطنين يستغلون «صفقة القرن» لتنفيذ مخططات الاستعمار والضم بالضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلين.
وقالت الوزارة في بيان لها إن الاحتلال يستغل أبشع استغلال «صفقة القرن»، والمناخات التي أوجدتها، لتنفيذ أكبر عدد ممكن من مخططاتها الاستعمارية التوسعية، وفي المقدمة منها التحضيرات الجارية لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة ومحيطها.
وشدد البيان على أن مخططات الاستعمار والضم، وتصعيد المنظمات الاستيطانية المتطرفة اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية وشرقي القدس، تعد حلقة متقدمة في مسلسل تنفيذ بنود صفقة القرن وبقوة الاحتلال القائمة على الأرض.
وطالبت الخارجية الفلسطينية الدول كافة بوضع عناصر الإرهاب الصهيوني على قوائم الإرهاب، ومنعهم من دخول أراضيها مؤكدة أنها ستواصل تحركها مع الجنائية الدولية لفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وصولاً لمحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو مستوطنين.
من جانب اخر اصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر فلسطينية نقلا عن شهود عيان أن تلك المواجهات اندلعت بين عشرات الطلبة الجامعيين الفلسطينيين وقوة عسكرية للاحتلال بالقرب من جامعة خضوري بمدينة طولكرم احتجاجا على «صفقة القرن» المشؤومة.
كما افاد مسعفون ميدانيون أنهم قدموا للعلاج ميدانيا لعشرات الفلسطينيين المصابين بالرصاص المطاطي وبحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
ومن جانب اخر وضمن خطة التوغل الصهيوني الاستعماري في الارض الفلسطينية أفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس أن جرافات الاحتلال عملت امس على تجريف أراض تعود ملكيتها لفلسطينيين من قرية جالود حيث جرفت آليات الاحتلال الصهيوني امس مساحات من أراضي القرية جنوب نابلس وذلك بهدف ربط المستوطنتين ببعضهما، وأضاف دغلس أن أعمال توسعة أخرى تشهدها البؤرة الاستيطانية «يش كودش» المقامة على أراضي المواطنين في قرى جالود وقريوت وتلفيت.
وعلى صعيد حملة الاعتقالات الجائرة والمجحفة التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 12 فلسطينيا من الضفة بينهم فتية، رافق ذلك اعتداءات على الفلسطينيين وتخريب داخل المنازل واستدعاء آخرين، وأكد نادي الأسيرالفلسطيني أن ثلاثة فلسطينيين جرى اعتقالهم من بلدتي بيت دقو وقطنة قضاء القدس وأحدهم أسير سابق بينما تم اعتقال أربعة شبان فلسطينيين من بلدة العوجا قضاء أريحا.
كما جرى اعتقال فلسطينيين اثنين من مخيم بلاطة في نابلس ويُضاف إلى المعتقلين فتى فلسطيني وهو في العقد الاول من عمره من مخيم عايدة في بيت لحم علماً أن الطفل يعاني إصابة جرّاء حادث سير تعرض له قبل عدة أشهر وشاب فلسطيني من الخليل، كما استدعت من مخيم الدهيشة ثلاثة اخرين، ويشار الى أن قوات الاحتلال احتجزت بالأمس على الأقل ثلاثة فلسطينيين واعتقلت آخرين من عدة محافظات.