وأوكلت المهمة لمرتزقة أردوغان الذين دربهم وسلحهم للسيطرة على المدينة كبداية لانهيار الدولة، لكن حلب وأهلها ومعهم الجيش العربي السوري صمدوا وتصدوا وأفشلوا المخطط.
سنوات من الحصار وقذائف الحقد الإرهابي على أحياء المدينة ومدارسها ومشافيها لم تؤثر في عزيمة أهل حلب، سنوات وسياجها من أجساد عناصر الجيش العربي السوري، سنوات تحرسها عيون لا تنام وزنود لا تعرف الكلل، وما هانت حلب وما ضعفت، بل انتفضت وصنعت المعجزات لتبقى فيها شرايين الحياة في حدودها الدنيا.
أرادوا أن يزوّروا تاريخ سورية من بوابة حلب، فكان أن كتب السوريون مستقبل الوطن من أبواب قلعتها الصامدة كصمود أهلها، فشعب سورية الذي لم يتعود الركوع والاستسلام على مر العصور أحبط مخطط سلطان الوهم المحمول على الداعم الأميركي.
طريق دمشق حلب الذي قطعت شرايينه سكاكين الإرهاب، يفتح اليوم لكل السوريين يعبروه بسلام آمنين وعيون الجيش تحرسهم من كل شر تركي أو إرهابي، ومطارها الذي أغمض عيونه لسنوات يفتح مدرجاته لطائرات السلام تحمل لحلب كل محب.
لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، فالزمن مربوط على زناد بندقية الجندي العربي السوري، وفقاعات أردوغان الإعلامية لن تسعفه حتى نهاية الشهر الجاري في ظل التقدم السريع لوحدات الجيش العربي السوري والانهيار المتسارع لأدواته الإرهابية واحتراق مدرعاته في أرياف حلب وإدلب.
حدود سوتشي تضبطها خطوات الجيش العربي السوري وليس تصريحات مذعورة على وقع انهيارات الإرهابيين، وعلى رأس النظام التركي أن يسحب جنوده ونقاط احتلاله المحاصرة في أكثر من مكان فقد لا يسعفه الوقت لاحقاً لسحبها، فمسار التحرير متواصل ولن يقف في وجهه شيء.
أبناء حلب الذين احتشدوا في الساحات والشوارع احتفاء بانتصارات الجيش على أدوات أردوغان الإرهابية هم أكثر تصميماً اليوم على أن يكونوا في صلب معركة التحرير الكاملة التي تنهي كابوس الإرهاب عن سورية.. كل سورية.