وما سر مهازل السيد الأميركي وزمره حيال المشهد السوري؟أهو انتحار سياسي أم الهستيريا والجنون تضرب أطناب حسابات «سيادته وجلالته»؟.
فها هو سيد البيت الأسود لا يزال غارقاً في أوهامه وما انفك ينفث جديد جعبه ليغوص أكثر فأكثر في المستنقع ،عاقداً العزم على المضي قدماً في نهج الخطأ والخطيئة غير آبهِ بما يزهق ويراق من أرواح ودماء،نراه يعد العدة لما يظنه ساعة الصفر ويسن أسنانه لافتراس إنجاز وإن كان هذه المرة عبر بوابة «الكونترا السورية»، وسرعان ما تدخل حليفته التي «لا تغيب عنها الشمس» على خط التآمر الساخن لتتبجح بما سبق وأعدته من خطط شيطانية تجاري دهاءه في نقاط وتتفوق عليه في أخرى ،الأمر الذي قابله «النشامى» وطوال العمر بالتهليلات والتبريكات بل وبفتاوى«عريفيهم» أيضاً بضرورة نصرة إخوانهم من بني صهيون ومؤازرتهم في مشوار الدم والنار فكلمة السر هي «الجهاد» أما مفتاح الجنة فهو تحرير سورية من السوريين.
الكل من كرسيه وعرشه ومنبره يدلي بدلوه إذن،وكل حسب طريقته وعمى بصره وبصيرته يزيد من الدوس على زناد إرهابه الأسود عملاً بالمبدأ القائل لم يعد هناك ما نخشاه طالما وأن السقوط المدوي حتمي.
ولكن بين من أعلن نفيره على سورية وشحذ سواطير غدره لذبح شعبها ودس سمه في عسل«المساعدات الإنسانية»وبين من عَدَّلَ إحداثياته بما يتناغم ورسائل الميدان،وبين «شحاذة» البعض للسلاح ودعوات الآخر إلى ضرب سورية بالصواريخ العابرة للقارات بين هذا وذاك ما تزال صورة الطفل «أبو خضير» عالقة بأذهاننا لتعري أصحاب القامات الوضيعة والجباه المطأطأة والرايات الحالكة ولتطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من مروءة أميركية وأممية مزعومة.