تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصدر الإرهاب واحد.. واشنطن تدعمه في سورية وتدّعي محاربته في العراق

شؤون سياسية
الاثنين 7-7-2014
منير الموسى

مصدر الإرهاب واحد مهما تنوعت أسماء المجموعات الإرهابية، والمشغّل لها في شن الحروب بالوكالة واحد يتمثل في حلف الاستعمار القديم- الجديد، وعندما يزعم النظام الأميركي الذي يتزعم الجموع الإرهابية في العالم

أنه يحارب الإرهاب فهذا هراء. فحلف الاستعمار يروق له خلط الأوراق ويعمد إلى بثِّ أخبار متناقضة تخدم مجمل عملية العدوان التي تخاض ضد شعوب المنطقة.‏

تزعم أميركا أنها تقف ضد ما يسمى تنظيم داعش ويتظاهر المسؤولون الأميركيون والغربيون بالقلق من انتشار هذا التنظيم، بينما لا تزال غرفة العمليات التابعة للاستخبارات الغربية تنسق لمصلحة كل الإرهابيين وتوزِّع الأدوار عليهم ولا غرابة أن تأتي لحظة معينة فلا نجد سوى داعش على الساحة بحيث تندمج معها كل المجموعات الأخرى، فجبهة النصرة لم تتوانَ عن تسليم حقل العمر النفطي لداعش على أثر أوامر جاءت مباشرة من باريس وواشنطن، ولا سيما أن كبار المسؤولين الفرنسيين وخاصة وزير الخارجية لوران فابيوس الذي بالتعاون مع قادة إسرائيليين وأتراك، يتاجرون بالنفط المسروق من آبار المنطقة وذلك في سباق مع الزمن لسرقة ما يمكن سرقته قبل أن تتم عملية طرد وقتل وابتلاع وبلعمة المجموعات الإرهابية من قبل الجيشين العربي السوري والعراقي في المنطقة.‏

فمع حصول العراق على طائرات حديثة لضرب بؤر الإرهاب وتقدم الجيش العربي السوري في مناطق عديدة في حلب وتطهير المنطقة الصناعية في الشيخ نجار ومرتفعاتها، وفي ريف درعا بنوى، نجد دول العدوان تدفع بأستراليا والأردن ولوكسمبورغ إلى طلب دعوة مجلس الأمن للانعقاد لزيادة المساعدات «الإنسانية» لسورية، وهذا دأب دول العدوان منذ بداية إدخالهم للمجموعات الإرهابية إلى سورية يتذرعون بالإنسانيات لدعم فلول الجماعات الإرهابية المهزومة. وكل ذلك بالتزامن مع تحريك عناصر من جيوش بعض الدول الإقليمية الضالعة في دعم الإرهاب لحماية الإرهابيين ومدَّهم بالعون تحت عناوين واهية ليس أقلها نشر جيشها بزعم الخوف من تمدد داعش وهذا ما فعلته الأردن بنشر 3000 جندي على الحدود مع سورية والعراق، ويرى محللون أن الأردن والسعودية تنشر جندها ليس خوفاً من داعش بل لمنع عناصرها من الهرب من جحيم المعارك التي هم وقودها والعودة إلى الوجهة التي جاؤوا منها، إذ باعتراف السلطات الأردنية أن السي آي إيه قامت في عام 2012 بتدريب عنصر من داعش في قاعدة سرية في الأردن.‏

فهل حقاً تخشى هذه الدول من ارتداد داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى عليها؟ المنطق يقول إن ارتدادها مؤكد لأنها إن واجهت ضربات قاسية من دول المنطقة، والعدوى ستصيب كل من دعم المجموعات الإرهابية، وهذا الكل الداعم للإرهاب لا مناعة لدية ضد الإرهاب ولا يستطيع بلعمته، فهو أي «الكل» استطاع أن ينشر وباء الإرهاب ولم يحسب حساب أن أبواغه سترتد عليه سواء في دول المنطقة أو دول الغرب. وحتى في لبنان فإن سياسييه الذين شاركوا في دعم المجموعات الإرهابية وإدخال السلاح لها إلى سورية عبر لبنان راح إعلامهم يصرخ، في الوقت الذي راحت فيه الاستخبارات الغربية تقدم الدعم الاستخباري للبنان لدعم حلفائها فقط إذ تخشى افتضاح أمرهم من حيث إن الجموع الإرهابية التي فلت عقالها لا تولي بالاً إلا لمشغلها الحقيقي في تل أبيب وواشنطن ولا تأبه لائتلاف الدوحة ولا لغيره من الأشخاص التابعين للغرب أينما كانوا، ولئن دلت شروط العدوان على أن لبنان يتعرض لمزيد من التهديدات الإرهابية بالتزامن مع التهديدات الصادرة من جهة الكيان الصهيوني صاحب المصلحة الحقيقية في تفشي الإرهاب في المنطقة لضرب محور المقاومة. وأميركا التي منذ عام 1982 كانت تستخدم طرادها نيوجرسي في المتوسط ضد القرى اللبنانية لحماية حلفائها في لبنان وحماية الجيش الإسرائيلي تخشى من انفراط عقد هؤلاء الحلفاء على يد الفوضى الجديدة « الإرهاب ومفاعيله، التي لا يمكن توجيهها بدقة كما تمّ توجيه قذائف نيوجرسي قبل ثلاثين عاماً ونيف.‏

ولكن قذائف أميركا وإسرائيل تصيب من تشاء، ففي العراق ضربت القذائف الأميركية صحفيين وقتلتهم وكذلك القذائف الإسرائيلية كما قتلت الآلاف من المدنيين في العراق أو فلسطين المحتلة، ولكنها لن تصيب من أعلن الخلافة في المنطقة، بل تعملان بكل إصرار على انتشار القاعدة في المنطقة، التي خطط لها أن تشكل مشيخات على النمط السعودي القطري.‏

ولكن تداعب العقل الأميركي ذريعة التدخل لمحاربة داعش في العراق دون سورية، بالطائرات بلا طيار ليس لضرب داعش بل لضرب الشعبين السوري والعراقي ودعم وضع الجماعات الإرهابية، فقد طالبت واشنطن الحكومة العراقية بالتنسيق مع ما يسمى المعارضة السورية مقابل محاربة واشنطن لداعش، إضافة إلى رغبة الاستخبارات الأميركية بالوجود على الأرض العراقية لجمع معلومات استخبارية تساعد واشنطن على تحقيق أهدافها من نشر الإرهاب، وكل ما تورده واشنطن عن أن داعش تهدد المصالح الأميركية في المنطقة مجرد تضليل، ووجود 300 مستشار عسكري أميركي في العراق هو مؤشر على بداية لانتشار أميركي جديد في العراق لاحتلاله بعملية خلط واضحة للأوراق دليلها طلب تقوية وضع المعارضة الخارجية السورية على حساب دماء العراقيين.‏

فالقوات الأميركية الموجودة في الخليج وقوامها 30 ألف جندي مع حاملة الطائرات المسماة جورج بوش ليست لمقاتلة الإرهاب، بل لدعمه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية