تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انتهــــازيــــة المــــال

الكنز
الاثنين 7-7-2014
وفاء فرج

كما يوجد تجار أزمات هناك صنّاع أزمات يستغلون الظروف ليحققوا المكاسب والغنائم على حساب الوطن والمواطن دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه ما يعانيه البلد من حصار اقتصادي وتخريب متعمد في كل القطاعات الاقتصادية والخدمية على أيدي المجموعات الارهابية المسلحة ,

بل على العكس فإن البعض من الصناعيين ما لم يستطع تمريره قبل الأزمة يحاول شرعنته حالياً, معتمداً على عبارة ( الضرورات تبيح المحظورات) ولاشك أن عملهم يعتبر قمة الانتهازية المالية التي لا يعني البلد ( لتلك الفئات ) سوى مقدار ما يحققه لهم من ثروات وأموال !!‏

بالتأكيد عندما يلجأ البعض من الصناعيين الى تمرير صناعته يستند الى حاجة البلد الى صناعة بديلة لا يمكن في الحالات العادية أن يتم قبولها من الأطراف المعنية إلا أن الحصار وعدم وجود البديل الصحيح وحاجة السوق لهذه السلعة وتوقف الصناعة الأساسية نتيجة عدم توافر المواد الأولية دفعت لقبول ما لا يمكن قبوله ,وبالتالي فإن هذا الصناعي عرف من أين تؤكل الكتف بحجة الوقوف الى جانب الوطن , علماً أن بإمكانه تأمين البديل كامل المواصفات من المنتجات , ولكن ذلك لايوفر له الربح الفاحش ,وبالتالي ماذا يمكن أن نصنف مثل هؤلاء ؟!!‏

الانتهازية واستغلال الأزمات لا تقتصر على البعض من التجار والصناعيين , وإنما تمتد لتشمل مناحي الحياة الأخرى و لا تظهر مواهبها وإبداعاتها غير البريئة إلا عندما يكون الوطن بحالة أزمة , حيث يركب البعض منهم الموجة التي بحجتها يحقق مكاسب خلال الأزمة ما لم يكن يستطيع تحقيقه قبلها , وخاصة أن الظروف مؤاتية لتعليق فسادهم وتقصيرهم على شماعة الأزمة التي تبرر لهم كل مخالفاتهم وبالتالي الوطن بالنسبة لهم يعني ما يستطيعون أن يجنوه من جراحه النازفة أمام الملأ دون وازع من ضمير !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية