فلماذا يحصل هذا التحول بمجرد أن ترتبط إحداهن برجل و تتزوج دون أي اكتراث لعمق تلك الصداقة التي كانت في يوم ماأقوى من علاقة الأخوة....
- السيدة خديجة الآغا تقول:
إن علاقتها بصديقاتها المتزوجات انقطعت تدريجياً وبشكل تلقائي ولم تشعر بأي صدمة جراء ذلك لأنها تدرك بأن عمر الصداقات بين الفتيات قصير للغاية ينتهي إما بانتهاء سنوات الدراسة أو بعد الزواج ....
وقالت إنها لاتعرف سبب الفتور الذي يحصل في هذا النوع من العلاقات وأنه مسار طبيعي ....بعكس مايحصل في الصداقات التي تجمع بين الرجال التي قد تمتد من سنوات الطفولة والدراسة إلى مابعد الزواج.
- ندى سعد الله لها رأي مخالف تماماً وتقول: إن الفتاة التي تضع حداً لعلاقاتها مع أقرب صديقاتها بمجرد الزواج هي ليست صديقة وفية ولاتعرف معنى الصداقة الحقيقية وهذا النوع يعتقد أن وجود صديقة في حياتهن قد يتسبب لهن في مشاكل مع الزوج في غنى عنها ....كتبادل الزيارات والواجبات ....وتكون النتيجة أنهن يبادرن إلى قطع تلك العلاقة .... علماً أنه ليس بالضرورة أن يعترض الرجل على صديقات زوجته.... بل على العكس هناك أزواج يشجعون تلك الصداقة انطلاقاً من قناعته بأن تكون لها حياة اجتماعية خاصة بها بدل الانشغال بالبيت والاطفال .... بل أن وجود صديقة صدوقة يشكل دعامة نفسية نلجأ إليها في كثير من الأمور.
- أما كوثر سليطين فتقول أنها بعد الزواج تغير مسار حياتها وزادت مسؤوليتها وانشغالها بالبيت والزوج والأطفال فلم يعدلها الوقت للقاء صديقاتها وزيارتهن والخروج معهن ... وأن صديقاتها دائماً في قلبها فصديقاتها كن في يوم من الأيام رفيقات وكاتمات أسرار وتقاسمت معهن لسنوات طويلة الأفراح والأحزان ....ويستحيل أن تتخلى عنهن .... ولكن بحكم الزواج ربما يصبح التواصل شبه معدوم ....ولكنها تراهن ولكن بشكل قليل وفي المناسبات ....
-- تقول الآنسة سمية الحموي أنها كانت تجمعها علاقة صداقة قوية ... إلى درجة أنها تحولت إلى علاقة متينة بين اسرتيهما ....ولكن صديقتها بمجرد أن تزوجت أخبرتها عن نيتها بقطع هذه العلاقة في البداية اعتقدت أنها مزحة ثقيلة خصوصاً أن السبب غير موجود ....
تتابع وأكثر ماحز بنفسي هو أني اعتبرتها يوماً من الأيام بمثابة اختي ولطالما وقفت بجانبها في حل مشاكلها الأسرية و المادية ....
ورغم مافعلت صديقتي بقيت أتردد لزيارتها والإطمئنان عليها ....دون أن تبادلني الشيء نفسه وهكذا فهمت بأن صديقتي لاترحب بصداقتي أبداً ....
- هل التخلف عن الصداقات بمجرد الزواج يعتبر قلة وفاء وأنانية ... أم سلوك طبيعي له مايبرره ؟؟!!....
- يقول الأستاذ محمد ملحم ( ماجستير في التربية وعلم النفس): أن هذه الحالات موجودة وتحصل في بداية الزواج.... وتعمد المرأة بمجرد ارتباطها برجل وتطليقها لحياة العزوبية إلى تجاهل صديقاتها وترتيبهن في آخر قائمة أولوياتها . بل يصل الأمر في الكثير من الأحيان إلى إخراجهن نهائياً من حياتها أحياناً بطريقة هادئة وأحياناً بطريقة مباشرة وجارحة يكون لها وقع الصدمة على الصديقات المقربات اللواتي طالما كن رفيقات وكاتمات أسرار تقاسمن لسنوات الأفراح والأحزان بينما الرجل على العكس من المرأة فهو أكثر وفاءاً لأصدقائه وتشبثاً بهم حتى بعد الزواج .
فلماذا يحصل هذا التحول بمجرد أن ترتبط إحادهن برجل وتتزوج من دون أي اكتراث لعمق تلك الصداقة التي كانت في يوم ما أقوى من علاقة الأخوة ؟؟
ربما لايعود الفتور في علاقات الصداقة بعد الزواج من منطلق سوء النية دائماً بل بسبب عدم إيجاد الوقت الكافي للتفرغ لها في ظل تراكم المسؤوليات على المرأة لأن الحياة الزوجية تفرض نمطاً آخر من الحياة يختلف عن أيام العزوبية فهناك واجبات تجاه زوجها وأخرى تجاه أطفالها ولربما كانت موظفة وهذا سوف يأخذ من وقتها أيضاً .
كما أن المرأة بطبيعتها فيها الكثير من الصفات التي لانراها عندالرجل في أغلب الأوقات كالحسد والغيرة فلربما تلجأ المرأة إلى التخلص من صديقاتها العازبات بالخصوص لأن نظرتها إليهن يشوبها بعض الارتياب بسبب الخوف منهن على زوجها.
ومن ناحية أخرى ترى الزوجة بأن هذه الصداقات لن يأتي منها إلا وجع الرأس فالعلاقات الاجتماعية برأيها لايمكن أن تكون سوى مصدر إزعاج وتشويش وتهديد للحياة الزوجية فقد تتدخل الصديقات في الحياة الشخصية للزوجين وأمور البيت وبالتالي سوف تزداد الخلافات فتلجأ الزوجة إلى قطع علاقاتها مع صديقاتها.
سبب آخر من أسباب قطع المرأة علاقاتها ببعض الصديقات يرجع إلى أن تلك العلاقات لا تكون مبنية علي الصدق والثقة الكاملة بل هي مجرد علاقات هشة أساساً يسهل التخلص منها في أي وقت ولأي سبب ويمثل الزواج فرصة مناسبة للهروب منها .
أما إذا كانت العلاقات متينة فهي لاتتأثر ولهذا من الخطأ تعميم هذاالسلوك على جميع المتزوجات لأن العديدات منهن يحتفظن بصداقاتهن ويعتبرنها مرجعاً أساسياً لتبادل الأفكار والنصائح خصوصاً أن هذه العلاقات تكون مفيدة من الناحيتين النفسية والاجتماعية كون الإنسان اجتماعياً بطبعه ولايمكن أن يعيش منعزلاً عن الناس .