هكذا وصف المعلمون أحمد ، و بعضهم زاد إن هذا التلميذ - مشكل- وشغبه مزمن لا دواء له..والتقيت بأحمد لأجده خجولاً.. انطوائياً.. متوتراً..
المرشدة الاجتماعية نسرين دواي أشارت إلى عيش أحمد تحت سقف من الاضطرابات العائلية، و الأسرة المفككة بالطلاق .. و أضافت: ان والديه في غفلة عنه مشيرة إلى جملة من القضايا المجتمعية التي لا بد أن تترك وطأتها على حياة الطالب دراسياً .. كقضية اللقيط، و التعرض للتحرش منذ الصغر، أو تعرضه و هذا الأخطر لاعتداء أو اغتصاب جنسي..
فهذا الطالب من وجهة نظر المرشدة - يعاني بصمت وكبرياء- ولا يريد الخروج من الشرنقة التي حبس نفسه أو حبسه ..أقرب الناس إليه فيها.. ومهمة المدرسة ومع فقدان قطب التواصل الأسري صعبة، فهي تجدف على الأغلب بدفة واحدة ومن المتعذر وصول هذا الطالب إلى شاطىء الأمان مالم يخضع لعلاج نفسي و أحيانا جسدي بتأثير تبادل مظاهر العنف ما بين الأب و الأم والأولاد..من جهته أكد أستاذ التربية الاجتماعية أن أحمد يعاني من نقص الوازع الأخلاقي و القيمي نتيجة غياب أو تغييب النصح و الارشاد في جو عائلي مشحون باستمرار.. فهو لا يعرف غالبا الحدود الفاصلة بين الخير والشر .. و ثمة عدم توازن في بنيته الانفعالية، فهو يبكي في موقف يستدعي الضحك أو يضحك في آخر يستوجب البكاء..
ورغم تأكدنا بأن أحمد- ضحية- إلا أننا لم نجدمن المعنيين مبادرة لمعالجة معاناة الطلاب الواقعين تحت سقف الاضطرابات العائلية، وتقويم سلوكهم باستثناء الشكوى أو التأفف منهم كما وجدنا في مدرسة أحمد..
ولولا مبادرة المرشدة الاجتماعية لزيارة أحمد والتعرف على ظروفه على أرض الواقع، ما كان لأحد أن يعلم الخلفية الأسرية التي يعاني منها أحمد وتنعكس سلبا على تحصيله الدراسي.. وربما كان من المفيد هل طرح بديل عن المدارس الحكومية لمن يعانون نفس ظروف أحمد، بوضعهم في مدرسة داخلية تتولى معالجة شؤونهم و ظروفهم، بعناية أو رعاية مؤسساتية بديلة عن الأسرة التقليدية التي تخلت عن أحمد تحت وطأة الخلافات..
ولعل وضع الصحة النفسية في دليل المعلم الارشادي تقدم له أبجديات التعاطي ومعالجة- الطالب المشكل- ان صحت التسمية بدل التأفف أو التذمر منه..
فمسؤولية معالجة هذا الطالب لا تقع على المرشد الاجتماعي حصرا، وإنما تنسحب على كافة الهيئة التدريسية التي من مهمتها مساعدة أحمد وأمثاله في الاندماج مع بيئته المدرسية ، و تأكيد الذات ..