أتراها أرادت تسليط أعين الإعجاب لكيل المديح على بطولتها في تقديم برامج تغلغلت في حياة الشعوب لتكشف من يعيث فيها خراباً ودماراً وقمعاً وفساداً و اهانة وذلاً ما أسقط ادعائها أمام بطولة الحذاء الذي خطف منها بريق الشهرة والأضواء.
وهل أرادت من خلال شعارها (خليك في النور)أن ترفع الضمير العربي الذي جرجرته الأيدي العابثة والقابضة على الحضارة والإنسان،أم أنها أرادت أن تكشف (تفاهة)هذا الإنسان وذلك عندما سمحت لبرامجها أن تستضيف من يستهجن الفرح الذي أهداه إياه صحفي عبر بحذائه عما عجز أن يعبر عنه كل من استضافتهم أو لم تفعل.
نعم هذا ما فعلته هذه الفضائية التي جعلتنا نشك بأن ما تلقي عليه الضوء من خلل وانحلال في المجتمع ليس سوى اهانة لشعب ألقت عليه صفة الجر بالمصالح والتقاليد والجهل وشتى أنواع الأوبئة الأخلاقية والفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية، في نفس الوقت الذي استكثرت فيه عليه أن يحلم بعد ليال حالكة وحاكمة ولو بفردة حذاء بال، يزيح كابوس جميع الأحذية المستوردة التي فشلت مساعي خطواتها في الانقياد والمهادنات والدسائس والخيانات عن إزاحته.
لاشك أن من يتابعها ويرى كيف تدعو للعودة إلى التراث والتمسك بالأصالة فناً وأدباً وفلسفة وعلماً(برنامج على الأصل دور،وبرنامج في البدء كان،...)وما تدعو إليه من مقاومة فساد اجتماعي في برنامجيها (مرايا وخارج النص...)سيستغرب كيف استطاعت أن تستضيف في برنامجها إسرائيل من الداخل طباخاً إسرائيلياً ضاربة بعرض الغضب الشعبي والإعلامي،ما آلت إليه هذه الاستضافة.
إذا لماذا إلحاحها على رفع أعناق الضمائر التي جردت من إنسانيتها لتبقى عارية على هامش الحياة،في ذات الوقت الذي استهجنت فيه أن يكون الصحفي الزيدي بطلاً يستحق الاحتفال،من قبل الشعب الذي لم يكن أهوجاً كما وصفته ذلك أنه وما مهما سلطت عليه حالكات الأيام سيوف أولاد الحرام قادر أن يحيا مرفوع الضمير،لطالما مازال في صدره حق ينبض وما دام في قدميه أحذية إن لم تكن كافية كسلاح حرية كامل إلا أنها تستطيع أن تطأ المعنى الرمز لجبروت كل طاغية،فيخلد على مداسها رغم أنف العاطلين عن رفع الضمير!!