تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تياترو 49 بين الرواية والمسرح

مســـــــــرح
الأحد 21-12-2008 م
بشار الفاعوري

تعد رواية تياترو 1949 لمؤلفها فواز حداد من الروايات المهمة في الأدب السوري كونها اعتمدت في أدبيتها وأحداثها على المادة التاريخية الواقعية، وهي بداية فترة الانقلابات العسكرية السورية عام 1949،

مايجعل من هذه الرواية عندما تنتقل إلى خشبة المسرح ذات حيوية مشحونة بالإثارة والتشويق، أما في الطرف الثاني من العملية الإبداعية يقدم لنا باسم قهار تجربة جديدة في إخراجه الفني الرائع والتي تعد تجربته أيضاً من التجارب الرائدة في المسرح السوري، هذا ما لمسناه على خشبة مسرح الحمراء ضمن إطار فعاليات مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر.‏

يحكي لنا الإعداد قصة الصحفي صبحي عباس «مروان أبو شاهين» الذي يجد نفسه في حالة من عدم الارتياح من مرؤوسيه في جريدته التي يعمل بها فهو أفضل من يكتب في السياسة إلا أن جرأته تقف حجر عثرة في نشر ما يكتب، ما أدى إلى دخول صبحي إلى عالم التأليف في الميدان المسرحي عندما يقنعه بذلك عزوز «مازن عباس» يساعده في إخراج المسرحية رجل قادم من مصر عمل في المسرح بعد أن تعرّف على جورج أبيض وأحب ماري جبران حد الهيام يدعى حسن فكرت «زيناتي قدسية» فشكلوا مجموعة من الممثلين الهواة لتجسيد مسرحية صبحي‏

في خضم هذه الأحداث وإجراء البروفات يقوم حسني الزعيم بانقلاب عسكري ناجح فيتعرف صبحي على الزعيم ويعده بالإسراع في إنجاز المسرحية ومع بداية الانقلاب ومنع التجوال لعدة أيام يقرر المخرج حسن فكرت الخروج من عالمه ويتذكر أيامه الخوالي في مصر عندما أعجب بشخصية الرجل السوري الثري حبيب رزق الله المتوفى، فيعمل على تجسيد شخصيته في سورية.‏

المحور الأساسي للأحداث يبدأ عندما يحتجز حبيب رزق الله حاملاً خنجراً أهدته إليه ماري جبران فيصطدم مع الضابطة المرورية المناوبة ليلاً ترأسها الملازم أسعد كسوب «شادي مقرش» ويتهمه بنيته في قتل الزعيم، على الضفة الثانية من هذا المشهد يقع الصحفي صبحي في غرام نوال «رنا شميس» بطلة مسرحيته التي توقفت عن إجراء البروفات نظراً لغياب حسن فكرت وقيامهم بالبحث عنه، المصادفة التي عرَّفت صبحي بحسن فكرت المتنكر هو علاقته مع الملازم كسوب الأخير الذي يتقن تماماً بأن حبيب زرق الله المحتجز لديه هو نفسه حسن فكرت الذي يخرج من السجن بعد ثلاثة أشهر إثر وساطة المحامي أكرم مطط «علي كريم» الذي تعرف عليه في أحد المقاهي ولديه علاقات قوية مع حسني الزعيم فيكون الملازم أسعد كسوب قد قاد تحقيقاً طويلاً ومضنياً للوصول إلى حقائق غير موجودة.‏

الرواية كما أشرنا في البداية مشحونة بالنزاعات والأحداث التاريخية وعدم الاستقرار إلا أن الإعداد لم يستطع الخروج من عباءة الأدب باعتبار أن المسرح هو المتنفس الوحيد القادر على استيعاب أي عمل، كما أن الإعداد يستطيع أن ينقل الصراع الدائر في الرواية إلى خشبة المسرح وساهم حذف الأعداد لبعض أحداث الرواية إلى غياب الخطوط الأساسية للعرض المسرحي على سبيل المثال نذكر لقاء صبحي عباس بحسني الزعيم، علاقة الملازم كسوب بنوال عشيقة صبحي والذي تعرف من خلالها على شخصية حبيب رزق الله الحقيقية.‏

بالإضافة إلى غياب الأحداث الأخيرة من الرواية عندما تعاون كسوب مع قائد الجيش وصاحب الانقلاب الثاني سامي الحناوي الذي أمر بقتل الزعيم، لذلك ظلت الرواية أكثر متعة بأحداثها وإثارتها من العرض المسرحي الذي أحاط به الغموض.‏

يحسب لباسم قهار الإخراج الفني للعرض عندما تمكن من الاستفادة من خشبة المسرح الواسعة وسهولة الانتقال من مشهد إلى آخر عن طريق الإضاءة الجيدة، فقسم الخشبة إلى طابقين الأول يتمثل بالأحداث التي تجري على أرض الواقع والثاني يتمثل بالرجال المسؤولين في الدولة كالزعيم وأكرم مطط فساهم في بناء فضاء مسرحي مناسب ويحسب أيضاً لقصي قدسية حسن اختياره للموسيقا التي واكبت أحداث العرض المسرحي.‏

تياترو 1949 قدم مجموعة كبيرة من الأسماء والممثلين نذكر منهم: زيناتي قدسية، مروان أبو شاهين، شادي مقرش، علي كريم، رناشميس، مازن عباس، عماد نجار، قصي قدسية، خلدون قاروط وغيرهم‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية