و تأتي استجابة وسائل الإعلام و مشاركتها هذه الاحتفالية دليل آخر على شعائرنا التي لا تتغير و طقوسنا الثابتة رغم كل ما طرأ على حياتنا من تغيرات مادية أو معنوية.
رمضان آخر في روزنامة الأزمة السورية يمر على بلدي و رغم ما أصاب الكثيرين من الأثرة و الشح فهم أجود ما يكونون في رمضان كيف لا وأبواب الخير تفتح في هذا الشهر العظيم ،شهر البركة.
يروض النفس و الجسد
يحضر الشهر الفضيل في بلدي و دموع الحزن و الأسى حبيسة القلوب و العيون على عزيزٍ فقدناه و آخر مجهول المصير و في غياب بسمةٍ ضلت طريقها إلى وجوهنا .
يحضر الشهر الفضيل ليزيد من إرادة و صمود الشعب السوري و ليشحذ الهمم وليغذي الأمل ،ليفرغ كأس الهموم و الآلام بالأعمال الصادقة و النوايا الطيبة بالتوسل إلى الحق سبحانه بطاعته ،بذكر الله و تلاوة آياته .
في رمضان حيث الصيام فريضة و ركن من أركان الإسلام به يهذب الله نفوس عباده ،و يروض النفس على رحابة الصدر و طلاقة الوجه و كظم الغيظ و مقاومة المشهيات و المغريات ،و يروض الجسد على الإحساس بالجوع و بالتالي التفكير بمن يجوعون لأنهم لا يملكون أو ليس لديهم ما يأكلونه .
أشقاء الأمس أعداءُ اليوم
الزائر إلى أي بلد إسلامي خلال شهر الصيام الكريم ليشعر بعظمة ما يطرأ على الحياة الإسلامية لكنه بنفس الوقت و للأسف بالاستنكار والدهشة و الشجب و الحزن لما يحث بين أقطار الأمة الإسلامية .
..أليست الجفوة و المخاوف المتبادلة و التربص عبر الحدود قائماً بين شعوب عربية مسلمة ؟.
أليست قذائف و قنابل حقد و كراهية بلاد النفط ما زالت تحصد أرواح الأبرياء في شهرنا الفضيل و ما تزال بعض الدول العربية الإسلامية تعدّ سكبة الإفطار للشعب السوري،سكبة حزن و تهجير و تشاؤم و تدمير و خراب و تشرد .
أشقاء الأمس ،الأخوة و الجيران ،أعداء اليوم طعنوا بالظهر و الصدر و كل ما أصاب بلدي هو بفعل أخوتنا العرب و بتخطيط من الغرب لتشويه صورة العرب والإسلام و ظلم ذوي القربى أشد إيلاما و وجعاً.
سورية ما زالت تد فع بالتي هي أحسن و تدافع عن العروبة و الإسلام ،هكذا هي وستبقى ترفد الإنسانية بنسغ الحياة..نسغ البناء..نسغ الأمل و التفاؤل.