تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القرحة أصابت قرحتا .. ومعدة البلدية ضيقة!...مواطنون يعتدون على الأملاك الخاصة.. ويمنعون الخدمات العامة

تحقيقات
الأحد 23/9/2007
شعبان أحمد

عندما وصلنا إلى بلدية قرحتا وشاهدنا ترتيبها وأناقتها ظننت أن هذا الترتيب منعكس حكماً على البلد وخدماته.. فقلنا إن المواطن دائماً يجور على المعنيين في البلديات.. إنه (المواطن) حسود طميع ولايعجبه العجب ..!

نظرت إلى المواطنين المعترضين على خدمات البلدية نظرة عتب.. وقلت: المكتوب يقرأ من عنوانه.. فطلبوا مني إجراء جولة في قرحتا وحينها أستطيع الحكم..!‏

ولم أكد أمشي أمتاراً قلائل حتى أشار المواطنون إلى ذلك السور المغلق- الحصين.. الذي بناه مجموعة من السكان.. وهو بالأساس ممر لطريق تنظيمي يخدم المنطقة ويصل إلى الجمعية التعاونية السكنية في الطرف الآخر.‏

المواطنون.. وبلهفة أكدوا أن ممر الطريق الداخل ضمن المخطط التنظيمي منذ عشرات السنين لم تستطع البلدية فتحه والسبب أن السكان بنوا تصوينات حول منازلهم.. علماً أن هؤلاء السكان ليسوا مالكين.. بل واضعي يد..!‏

مشينا في طريق واسع.. محفر.. مغبّر فقلنا ما حاجتكم لذاك الطريق.. هذا طريق لايحتاج سوى للتزفيت..! ردوا بأن هذا الطريق أملاك خاصة.. ومطوب بأسماء الأهالي..!‏

المهم وصلنا إلى الطرف الآخر من البلدة.. نظرت, تأملت.. وهنا تفاجأت كيف أن سكاناً وأطفالاً يسكنون في هذه المنطقة.. غبار وطين.. قمامة وجور فنية.. ومخلفات حيوانات.. لاماء ولاكهرباء..?!‏

وأثناء عودتي قال المواطنون: أتدري ياأستاذ أن البلدية عاجزة عن وضع حبة زفت في قرحتا..?!‏

لماذا..‏

لأن معظم الطرقات التي ضمن المخطط التنظيمي مغلقة أو مسيطر عليها من قبل الغير.. والطرقات التي تشاهدها ( الترابية ) أملاك خاصة.. وبالتالي عندما يأتي الزفت لاتستطيع البلدية استعماله فتقوم بتحويله إلى إحدى القرى التابعة..!‏

محاسب البلدية محمد علي المغربي أكد لنا أن الخدمات الفنية لاتخدم سوى الطرقات الموجودة على المخطط التنظيمي.. وكما تلاحظ فإن الطريق الموجود على المخطط مغلق من قبل الأهالي بينما الطريق الذي يستعمل حالياً فهو خارج المخطط..‏

بدوره السيد شحادة عبد الكريم حسين رئيس مجلس البلدية أكد أنه وجه انذارات إلى خمسة منازل من أجل نزع التصوينة.. مع العلم أن الطريق في حال مر لن يمس منازلهم..!‏

إلاأن أصحاب المنازل المعتدية على الطريق قدموا شكوى مضادة إلى المحافظة التي بدورها أحالتها إلى الخدمات الفنية.. والتي أرسلت لجنة للكشف.. فكان قرارها.. أن هذا الطريق يحتاج إلى استملاك..?!‏

عجباً.. طريق ملحوظ على المخطط من عشرات السنين والآن يقولون استملاك..?! ولاأدري هنا إذا كانت الخدمات الفنية أو محافظة ريف دمشق تعرف أن سكان المنازل هم قاطنون وليسوا مالكين.. هذا ماقاله رئيس البلدية..!‏

وعندما سألناه: أين المالكين الحقيقيين.. قال لاأحد يعرف.. لهم سنوات طوال غائبون ولاأحد يعرف مصيرهم..!‏

وهنا أسجل عجباً آخر..‏

مواطن استولى على أرض ليست ملكه وبنى منزلاً ( حكماً مخالف ).. ليأتي أخيراً ويمنع مرور طريق على المخطط التنظيمي في أرض استولى عليها..!‏

استولوا على أملاك خاصة.. ومنعوا الخدمات العامة..?!‏

جمعية سكنية.. والحاجة ماسة‏

السيد رئيس البلدية أكد أن هناك جمعية تعاونية سكنية مرخصة منذ الثمانينات وبالتالي فالحاجة تزداد من أجل فتح الطريق لتخديم هذه الجمعية وغيرها من المحيط وعندما قلنا للسيد رئيس البلدية لماذا لا تستملكون.. قال: ليست لدينا إمكانية.. فميزانية البلدية ثلاثة ملايين ونصف.. فكيف أخدم واستملك.‏

واعتبر السيد رئيس البلدية أن الحل هو بتطبيق المخطط التنظيمي وشق الطريق.. خاصة أن الدراسة جاهزة وقدرت تكاليف شق الطريق ب /600/ ألف ليرة سورية..!‏

إذن.. منطقة نائية.. خدماتها غائبة..‏

بلدية من الداخل جميلة.. لاتعكس منظر قرحتا نهائياً.. وميزانيتها للبريستيج فقط.‏

مواطن استولى على أملاك خاصة.. ومنع الخدمات العامة..‏

مواطنون رخصوا منازل.. ولم يصلهم الطريق.. تناقضات.. اشكالات.. أعتقد أن حلها بسيط.. هذا في حال أراد المسؤولون اتخاذ القرار الصائب وهو فتح الطريق وتخديم المنطقة بالمستلزمات الأخرى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية