من أجل نصر- ونلاحظ أن كلمة نصر اختفت من الخطاب الرسمي- ولامن اجل انسحاب عسكري, على أنه منذ انتصار الديمقراطيين في الكونغرس نهاية 2006 وفي كل الجلسات يأتي على ذكر (عودة بعد النجاح) العبارة التي تترك الأميركيين في حيرة وارتياب كما العراقيين وبعد ثمانية أشهر من تطبيق استراتيجيته المعلنة في العاشر من كانون الثاني والتي أرسل بموجبها الجنرال بتريوس مع 30000 جندي إضافي إلى العراق ومع نهاية اسبوع من الجلسات المكثفة في واشنطن جلسات الاستماع في الكونغرس للجنرال بتريوس والسفير رايان كروكر ومؤتمرهم الصحفي يعلن الرئيس بوش أن مستوى القوات الأميركية سيعود في صيف 2008 إلى ما كان عليه في كانون الثاني 2007 أي قبل ارسال الدعم طبعا.
هي ليست مفاجأة لكنها إخفاق وهي ضريبة لابد أن تدفعها الإدارة الأميركية نتيجة غياب رؤيتها في العراق.
كما أنها ليست مفاجأة لأن بوش غير قادر على الاعتراف: ليس فقط بالهزيمة الأميركية والتي لايريدها الأميركي أن تكون خسارة أمام القاعدة بل هي هزيمة واخفاق تام للاستراتيجية المطبقة حتى الآن , ايضا هي خيبة للأميركيين في وقت انتظروا فيه من الجنرال بتريوس تقريرا مطابقا للحقائق التي تجري في العراق.
قد تكون حدة العنف خفت في بغداد لكن قوات الاحتلال حاضرة أكثر والمدينة مقسمة صدعتها الجدران والفرق العسكرية المنتشرة بين أحيائها وهل من الحصافة أن يسلم الأميركيون السلاح والدولارات إلى رؤساء العشائر, بوش يريد تحويل زعماء العشائر إلى زعماء ميليشيات هذه هي حصيلة أربع سنوات ونصف من الاحتلال زرع الفوضى وتسليح الطوائف ضد بعضها هذه الفوضى هي إحدى سمات الفشل الأميركي في العراق وحقيقة الأمر أن بوش يريد توريث الحرب إلى خلفه.
ويبقى الرهان: ماذا في جعبة المرشحين إلى البيت الأبيض سواء كانوا من الديمقراطيين ذوي الاهداف الضبابية أم الجمهوريين الذين يعتصمون وراء بوش فهناك ايضا افغانستان وبقية (الشرق الأوسط) والحرب على الارهاب تستعر أكثر من أي وقت مضى.
ما ننتظره من أميركا مع مطلع القرن الواحد والعشرين رؤية أخرى للعالم وروية أكثر.