تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في الصحافة الإسرائيلية... قرع طبول الحرب أم رسائل إقليمية ودولية?...عاموس يادلين: متى ستندلع الحرب القادمة?!

ترجمة
الأحد 23/9/2007
أحمد أبو هدبة

تجاوزت تداعيات الخرق الجوي الإسرائيلي للأجواء السورية أبعادها الإقليمية حتى أصبحت ككرة الثلج المتدحرجة,

فقد دخلت الصحافة الامريكية والبريطانية والغربية على خط هذا الاختراق وكثرت تحليلاتها حتى بات يخيل للمرء أن الأمر يتعلق برواية بوليسية مشوقة لم تنته فصولها بعد .‏

ففي البداية تركز حديث الصحافة الامريكية على استهداف شحنات أسلحة مرسلة لحزب الله ثم انتقل الحديث حول منشأة تصنيع إيرانية في سوريا وبعد ذلك استهداف قاعدة صواريخ أرض جو أو حتى أرض أرض . وجرى التطرق ايضا إلى عملية مشتركة برية وجوية ضد منشأة استراتيجية سورية سرعان ما جرى الحديث عن أنها نووية الطابع أقيمت بالتعاون مع كوريا الشمالية وهكذا ودواليك, لجأت وسائل الإعلام الأميركية والصحافة تحديداً إلى التهويش الإعلامي عبر خلط الأوراق من خلال سيل من التحليلات التي لا تستند الى منطق او مهنية لا تفرق بين التحليل حينا والمعلومة حيناً أخر وتقوم على احتمالات وهواجس العقل الإسرائيلي المسكون بالحرب مثل احتمال التعاون السوري الكوري أو السوري الإيراني .رغم ان الغالب في تحليلات وسائل الإعلام الدولية أن كل ما جرى ليس أكثر من طلعة استخبارية استطلاعية أو تدريبية.‏

ومن ثم بدأ بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين في إدارة بوش يدلون بدولهم في هذا الخرق , فقد نقلت صحيفة هارتس في مقال افتتاحي لها تأكيد موظفين كبار في وزارة الخارجية الامريكية في نهاية الأسبوع بعضا من التفاصيل التي نشرت في الصحف بشأن العلاقات النووية بين كوريا الشمالية وسورية.‏

وزيرة الخارجية كونداليزا رايس, نائب المساعد لشؤون الانتشار النووي, آندرو زيمل, وبنصف فم ايضا مساعد شؤون شرقي آسيا, كريستوفر هيل, عالجوا في المقابلات وفي الاستعراضات التخوف من أن تكون كوريا الشمالية تحاول تصدير المعلومات أو المواد النووية الى دول أجنبية. واقتبست رايس عن الرئيس بوش إعرابه عن قلقه من وجودالسلاح الأخطر( بيد )الأشخاص الأخطر.‏

ومن الواضح على ضوء هذه التفاصيل التي كشفت عنها هارتس ان إدارة بوش تحاول تبرير عجزها وفشل سياساتها في المنطقة والعراق بالذات عن طريق تكرار الذرائع والأكاذيب التي ساقتها لغزو العراق والتي تبين فيما بعد أنها محض افتراءات وذرائع واهية لشن الحرب عليه.‏

وفي الوقت الذي لم يخرج أولمرت عن صمته بشأن الخرق الجوي يحاول تخفيف حدة التوتر عن طريق إطلاق تصريحات تتسم بالتهدئة باتجاه سورية بالتحديد بقوله : انه يحترم الرئيس بشار والسياسية السورية ) ثم يخرج من بعده شمعون بيريز ليعرب عن أمله بالتوصل الى تسوية مع سورية من جهة, ومن جهة أخرى تحاول بعض الصحف الاسرائيلية الإيحاء ان هناك خلافاً داخل المؤسسة العسكرية حول التعاطي مع هذا الحادث مع سورية , فيقول عامير ربابورت مراسل معاريف العسكري : مسألة المحادثات مع سورية تثير الخلاف في أوساط كبار مسؤولي جهاز الامن منذ سنوات عديدة.‏

أربعة رؤساء وزراء حاولوا وفشلوا, ومن هذه الخلفية تأتي المفاجأة: حتى في الأيام التي تعد ذروة التوتر بين إسرائيل وسوريا, على خلفية الغارة المنسوبة للجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية, تنطلق أصوات واضحة في جهاز الامن مؤيدة لاستئناف الحوار السياسي بين الدولتين.‏

ومحافل أمنية تناولت المسألة عشية العيد, قالت ان لإسرائيل مصلحة واضحة في إدارة مفاوضات سلمية مع سورية, حتى وان لم تعط نتائج عمليا, موقف شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي لا يزال مؤيدا للمفاوضات مع السوريين, رغم التطورات الأخيرة.‏

وداخل الشعبة يوجد نهجان رئيسان. الأول, يقوده رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العميد يوسي بايدتس, يقوم على فرضية أنه رغم التسلح العسكري المتسارع لديهم, فان السوريين معنيون بحق باتفاق سلام مع إسرائيل.وبالمقابل, فان رئيس شعبة الاستخبارات اللواء عاموس يدلين, يتصدر مفهوما معاكسا بموجبه, فان معظم الاحتمالات هي أن السوريين غير معنيين بسلام. ويستند يدلين الى أن السوريين يصرون على عدم إدارة المحادثات إلا بوساطة الولايات المتحدة .‏

رغم ذلك ,يرى بعض المحللين الإسرائيليين بان هناك في إسرائيل من يرى أن التعتيم الذي تحرص حكومة أولمرت على إضفائه على عملية الخرق:( يخدم غايات استراتيجية إسرائيلية أو أميركية أو مشتركة بين الطرفين. وهناك من يرى أن التعتيم لا يخدم في الواقع إلا الأغراض الضيقة لأولمرت وحكومته التي تستفيد من الغموض للإيحاء بأن إسرائيل استعادت قدرتها الردعية في المنطقة(.‏

وفي اطار الصمت الذي تلتزمه إسرائيل حيال العملية قال رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست انه لن يتحدث عن هذه المسالة مباشرة.حيث اعتبر كثير من المراقبين ان حديث رئيس الاستخبارات العسكرية هو بمثابة كسر للصمت الإسرائيلي الرسمي عندما قال :( تم ترميم قدرة الردع لدينا حيال سورية.‏

وأوردت صحيفة معاريف على لسان مراسلها للشئون الأمنية اريك بندر قوله :(ولم يكلف اللواء يدلين نفسه عناء الشرح لأعضاء اللجنة كيف بالضبط تم ترميم الردع رغم أنه يتساءل متى ستندلع الحرب القادمة!.‏

تعليقات الزوار

wanos |  wanos@maktoob.com | 23/09/2007 12:22

ملاحظة بسيطه تثبت دجل العدو الصهيوني وخيبة امله وهي : من المعروف في العلوم العسكريه ان الطائرة المقاتله عندما تلقي بحمولتها من الذخيره وخزانات الوقود خاصة هذا يعني انه اكتشفت من قبل الرادارات وهي ضمن مرمى الموت فتلقي بهذه الحموله ليستطيع الطيار ان يصل الى اقصى سرعه بالفرار وهذا الذي جرى بالتاكيد ثم ان الاهم من كل ذالك لماذا لم يعرض الكيان الصهيوني ما يدعيه وهو بامس الحاجه لاثباته

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية