تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في نهاية العام الأكثر دموية وعنصرية .. إسرائيل قتلت وجرحت 5826 فلسطينياً وأسرت 4294 .. غزة منكوبـة باسـتمرار الحـصار وتهويـد القدس متواصـل

رام الله - الضفة الغربية
سانا - الثورة
أخبـــــــــــار
الثلاثاء 29-12-2009
وصف تقرير صادر عن دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية العام 2009 بالعام الدموي بفعل الجرائم والاعمال العدائية التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بحق المواطنين وممتلكاتهم وخاصة في الحرب التي شنها على قطاع غزة بداية العام.

ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن التقرير قوله ان عمليات التهويد في القدس المحتلة والاعتداءات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين المتطرفين متواصلة وأسفرت عن هدم 90 منزلا وتشريد أصحابها الشرعيين منها 18 منزلا أجبر الاحتلال أصحابها على هدمها بأيديهم.‏

وقال التقرير ان المستوطنين وبدعم حكومي رسمي احتلوا عشرات المنازل الفلسطينية في القدس المحتلة بعد اجبار أصحابها بالقوة وتحت تهديد السلاح على اخلائها وان خطر الهدم يتهدد 11 الف منزل فلسطيني في القدس المحتلة وكان اخر الانذارات هدم 9 منازل في حي جبل المكبر ومسجد الحي مضيفا ان سلطات الاحتلال تنوي بناء 11 الف وحدة استيطانية في محيط القدس المحتلة.‏

وقالت الدائرة ان أعمال انشاء سكة حديد لمرور القطار الخفيف داخل أحياء القدس المحتلة متواصلة لخدمة 100 ألف من المستوطنين بطول 20 كم ما يصادر مزيدا من الاراضي الفلسطينية فيما صدقت الحكومة الاسرائيلية على مسار خط سكة الحديد الواصلة من الساحل إلى القدس المحتلة مرورا بأراضي بيت سوريك الامر الذي سيصادر نحو 50 دونما من خمس قرى فلسطينية في المنطقة.‏

وبين التقرير أن الحكومة الاسرائيلية تؤمن الحماية وتسهل عمليات دخول المستوطنين المسلحين للاماكن الدينية المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين وخاصة المسجد الاقصى المبارك الذي يقتحمونه بصورة متكررة بهدف اقامة صلواتهم فيه وصولا الى تقسيم المسجد كما حدث في الحرم الابراهيمي في الخليل وخلال العام 2009 حاول مستوطنان دخول المسجد أثناء صلاة الفجر بهدف ارتكاب مجازر فيه.‏

وأوضح التقرير أن الاحتلال يواصل عمليات الحفر أسفل المسجد الاقصى وفتح أنفاق جديدة وربطها ببعض ما يشكل خطرا حقيقيا على المسجد والمنطقة المحيطة به كما حدث لارضية مدرسة الاناث التابعة لوكالة الغوث التي انهارت في نفس المنطقة.‏

وجاء في التقرير ان الاحتلال منع اقامة فعاليات أو نشاطات احتفالية بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 ولاحق المواطنين ومنعهم بالقوة من المشاركة في أي فعالية بهذه المناسبة.‏

وأشارت الدائرة إلى تصاعد الاجراءات الاسرائيلية تجاه اقامة الفلسطينيين في القدس فقالت ان الاحتلال منع 4570 فلسطينيا خلال عام 2008 من حق الاقامة فيها بموجب قوانين عنصرية ظالمة والخطر يتهدد عشرات الآلاف من مواطني المدينة.‏

وفي اطار حملتها لتزوير التاريخ استولت جماعات استيطانية متطرفة على عدد من الحجارة الاثرية من القصور الاموية الاسلامية الملاصقة للجدار الشرقي الجنوبي للمسجد الاقصى المبارك ونقلتها إلى مبنى الكنيست الاسرائيلي .‏

وقال التقرير انه للعام الثاني على التوالي لايزال عشرات آلاف المواطنين في غزة يعيشون في خيام على أنقاض بيوتهم التي دمرها العدوان الاسرائيلي والتي زاد عددها عن 5000 منزل حيث شدد الاحتلال حصاره الجائر المفروض على 1.5 مليون فلسطيني في القطاع والذين أصبحوا يعيشون في سجن مانعا ادخال المواد الاساسية سواء الغذائية أو الدوائية أو تلك المخصصة لبناء المنازل وتمثل الحصار أيضا في منع خروج المواطنين من القطاع للتعليم أو العلاج أو العمل في الخارج ما رفع عدد الوفيات في صفوف المرضى ليصل إلى 367 والخطر يتهدد مئات الحالات الاخرى.‏

وقال التقرير ان سلطات الاحتلال واصلت قتل المزيد من الفلسطينيين مستخدمة كل أنواع القوة حيث شكل المدنيون الفلسطينيون 85 بالمئة من الشهداء 40 بالمئة منهم من الاطفال والنساء ضحايا الارهاب الاسرائيلي فخلال العام 2009 استشهد 1061 فلسطينيا بينهم 395 طفلا و112 من النساء و3 صحافيين و20 من الطواقم الطبية فيما أصيب بجراح مختلفة 4810 فلسطينيين بينهم 2773 طفلا وكانت اخر جرائم الاحتلال اغتيال 6 فلسطينيين في نابلس وغزة. وأشار التقرير إلى ان شهر كانون الثاني الماضي كان الاكثر دموية بفعل العدوان الذي شنه الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة مستخدما أحدث أنواع الاسلحة وأكثرها فتكا مثل الفوسفور الابيض المحرم دوليا اضافة للقصف العشوائي للاحياء السكنية والمدارس والمستشفيات حيث سقط معظم الضحايا. وأشار التقرير إلى أن الاحتلال صادر اكثر من 156 الف دونم من اراضي الفلسطينيين خلال العام 2009 وأغلق بأوامر عسكرية نحو 48 الف دونم مانعا أصحابها من فلاحتها أو الدخول اليها. وأضاف التقرير ان المستوطنين اقتلعوا واحرقوا الاف الاشجار المثمرة واتلفوا أكثر من 2000 دونم مزروعة بالمحاصيل الشتوية وخاصة في محافظة نابلس . وأكد التقرير تواصل معاناة الاف الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال جراء أعمال القمع والحرمان من الزيارات والعزل الانفرادي وخاصة أسرى غزة والقدس والاهمال الطبي بينهم 337 طفلا و36 أسيرة و326 معتقلا اداريا دون محاكمة و1500 أسير مريض وخلال العام 2009 اعتقل الاحتلال 4294 فلسطينيا خلال عمليات مداهمة أو على الحواجز العسكرية 10 بالمئة منهم من الاطفال . وخلال ملاحقة الاحتلال الاسرائيلي للعمال في تحصيل قوتهم اعتقل نحو 2000 منهم بحجة عدم حصولهم على تصاريح عمل زج العشرات منهم في السجون وفرض غرامات مالية عالية على البعض الاخر . وصعدت سلطات الاحتلال ملاحقتها للصحفيين الفلسطينيين ومؤسساتهم الصحفية ضمن سياسة تكميم الافواه لمنعهم من نقل حقيقة ما يجري على الارض من انتهاكات جسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة من الاحتلال والمستوطنين فقد استشهد خلال العام 3 صحفيين وأصيب العشرات منهم في استهداف مباشر لهم أو لمؤسساتهم الصحفية أثناء العدوان الاجرامي الاسرائيلي على قطاع غزة.‏

وأغلق الاحتلال خلال العام العديد من المؤسسات الصحفية والاذاعية مثل راديو بيت لحم 2000 فيما اعتقل العشرات من الصحفيين أثناء تأديتهم عملهم سواء في القدس المحتلة التي يلاحق الصحافيون العاملون فيها بصورة دائمة أو أثناء تغطيتهم للمسيرات السلمية المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري .‏

وخلال الحرب العدوانية على قطاع غزة خلال العام 2009 هدم الاحتلال الاسرائيلي نحو 4000 منزل وألحق الضرر بـ 11 ألف منزل اخر نتيجة القصف الجوي والبحري والبري وقضى المئات من الفلسطينيين تحت أنقاضها وأسفرت عمليات التدمير تلك عن نزوح نحو 100 ألف التجؤوا للمدارس والمستشفيات طلبا للحماية ولكنها لم تسلم أيضا من بطش الاحتلال .‏

وخلال تلك العمليات هدمت 29 مؤسسة تعليمية و10 نواد رياضية و5 مؤسسات صحفية ونحو 50 مسجدا ولحق الخراب ب3 كنائس اضافة الى 1500 منشأة ومحل تجاري.‏

كما أكدت تقارير حقوقية عديدة أن جنود الاحتلال الاسرائيلي استخدموا مدنيين فلسطينيين ابان العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة كدروع بشرية ودفعوهم تحت قوة السلاح على السير أمامهم أثناء اقتحامها منازل وشققا سكنية في عدد من المدن الفلسطينية في القطاع.‏

ونقل المركز الحقوقي الفلسطيني للاعلام عن فلسطينيين عايشوا هذه الاحداث قولهم ان قوات الاحتلال لجأت الى أساليب لجعل الفلسطينيين دروعا بدلا من مدرعاتهم التي اثبتت فشلها أمام ضربات فصائل المقاومة.‏

وقال محمود عبدربه العجرمي البالغ 59 عاما من بيت لاهيا شمال قطاع غزة ان جنود الاحتلال اقتحموا خلال العدوان منزله وطلبوا منه ومن سكان المنطقة أن يكونوا دروعا بشرية لهم وأمروهم بالتقدم أمامهم وكانوا يدفعونهم بقوة أثناء السير في الطريق وكلما اقتربوا من منزل أو تجمع أشجار كانوا يقومون باطلاق النار باتجاه المنازل والاشجار وتكرر ذلك أكثر من مرة حتى وصلوا الى مركز اعتقال لهم في منطقة شمال غزة.‏

غزة تنهض من ركام الحصار والحرب‏

وقد دفع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بأهله الفلسطينيين الى مزيد من التعاون والتكافل والابتكار للتغلب على اثار هذا العدوان وحالة الدمار التي خلفها في القطاع اضافة إلى الحصار المفروض عليه منذ اكثر من ثلاث سنوات.‏

وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها امس ان الفلسطينية فاطمة شعت في منتصف العقد السادس من عمرها انتفضت مع الايام الاولى للعدوان وصبت جل جهدها في بث روح الصمود بين الفلسطينيين ببعض من كلماتها ثم حولت الكلمات إلى أفعال على الارض بعد أن فتحت أبواب منزلها مشرعة أمام العائلات التي هربت من جحيم القصف أو أجبرتها صواريخ وقذائف الاحتلال مغادرة أماكن سكنهم.‏

وقالت فاطمة انها فخورة بتحويل منزلها إلى مكان لجأت اليه كثير من العائلات لتنجو من موت محقق كاد يفتك بها وبصغارها.‏

أما الفلسطيني عبد القادر عصفور الذي غادر منزله تحت القصف الشديد مع عائلته المكونة من 11 فردا فاعتبر أن حالة التكافل والمساعدة الواسعة التي تلقاها عندما لجأ إلى أحد أقاربه عكست صورة مغايرة لحالة الفرقة والانقسام التي كانت سائدة قبل العدوان.‏

وقال عصفور ان الحقيقة الغائبة عن الكثيرين أننا لم نكن وحدنا في اصعب الظروف بل كنا نشعر أن الجميع يود مساعدتنا والوقوف الى جانبنا ويكفينا هذا عندما تمر علينا الذكرى الاولى للعدوان.‏

واعتبر المواطن سعيد النحال أن حالة الوحدة التي كانت سائدة أثناء العدوان وفي أعقابه نموذج يقتدي به السياسيون وقال كنا نتقاسم الطعام والشراب والاغطية وكل شيء وكأن العائلات تعرف بعضها بعضا منذ فترة طويلة. وفي مقابل حالة التعاضد والتكافل أثناء الحرب لجأ أهالي القطاع بعد العدوان للكثير من الابتكارات الهادفة إلى تحدي اثار العدوان بدءا من اللجوء إلى استخدام الطين في بناء المنازل أو الاستفادة من ركام المباني المدمرة في تشييد مبان جديدة مرورا باستخدام الطاقة الكهربائية وزيت الطهي في تشغيل السيارات وصناعة البرمجيات والالكترونيات للتواصل مع العالم أو الاستفادة من مخلفات المنازل في تصنيع مجموعة كبيرة من الاحتياجات المنزلية الاخرى. وفي خان يونس جنوب قطاع غزة برزت صناعة مخلفات المنازل كإحدى الصناعات الجديدة التي عرفها الغزيون بعد العدوان الاسرائيلي واشتداد وطأة الحصار حيث أجبرت النساء على ايجاد بدائل لاحتياجاتهن المنزلية من نفايات المنازل غير ذات قيمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية