تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مئوية العلامة التونسي محمد الفاضل بن عاشور

ثقافة
الثلاثاء 29-12-2009م
احتفل في منتصف شهر كانون الأول من هذا العام بالذكرى المئوية لمولد العلامة التونسي محمد الفاضل بن عاشور، وقد كرس جهوده الفكرية ساعيا للوصل بين العقل والنقل وتأكيد الحاجة الملحة إلى الاجتهاد وبث الرؤية التحديثية في كل جيل جديد.

ولد الفاضل بن عاشور بتونس في مدينة تونس سنة 1909م في أسرة علمية عريقة تمتد أصولها إلى بلاد الأندلس، وقد استقرت هذه الأسرة في تونس بعد حملات محاكم التفتيش في الأندلس، وتوفي بعد حياة علمية حافلة بالآثار الطيبة في عام 1970.‏

تربى الفاضل في بيت من بيوت العلم وكان والده محمد الطاهر بن عاشور من كبار العلماء في تونس، فتتلمذ عليه وتعهده بالرعاية والتعليم، وما كاد يبلغ التاسعة حتى أتمَّ حفظ القرآن وبعض المتون القديمة كالأجرومية وألفية ابن مالك في النحو، ثم بدأ بتعلم الفرنسية على أيدي معلمين مختصين،ولما بلغ الثالثة عشرة، بدأ يدرس القراءات والتوحيد والفقه والنحو، ثم التحق بجامعة الزيتونة فحصل على الشهادة الثانوية سنة 1928م.‏

ثم استكمل دراسته العليا في الشريعة واللغة، ودرس على يد والده التفسير والحديث والبلاغة وديوان الحماسة، وبعد تخرجه عمل مدرساً في جامعة الزيتونة سنة (1932م)، وانتسب إلى كلية الآداب في جامعة الجزائر لاستكمال دراسته في اللغة الفرنسية، وتخرج فيها سنة 1935.‏

وكان الفاضل بن عاشور أديباً بليغاً وفقيهاً، ويعتبر من طلائع النهضة الحديثة بتونس، فشارك في التصدي للاستعمار الفرنسي، وشغل مناصب عليا في القضاء والإفتاء ثم رأس محكمة النقض،وظل يتولى عمادة كلية الشريعة بالزيتونة حتى وفاته.‏

وشارك في ندوات علمية كثيرة في أنحاء العالم، وكان عضوا مراسلا بالمجمع العلمي العربي بدمشق و المجمع اللغوي بالقاهرة،ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.‏

ومن كتبه الاجتهاد ماضيه وحاضره،وأعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي، والحركة الأدبية والفكرية في تونس وأركان الحياة العلمية في تونس.‏

ويذكر الدكتور إبراهيم مدكور أن الفاضل كان إماماً من أئمة الأدب واللغة والفقه والتشريع ورائداً من روَّاد الإصلاح والتجديد، وكان حجة في التراث،وبخاصة ما خفي منه من أخبار المغرب وبلاد الأندلس، وكان محيطاً بثمار الثقافة العربية،وما انتهت إليه من علم وثقافة.‏

وكان محمد الفاضل بن عاشور خطيباً مفوّهًا، يشد سامعيه إليه شدا، وقد برز خاصة في الأربعينيات في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية،وفي تنظيم الاحتفالات احتفاء بتأسيس جامعة الدول العربية، وقد جلب له هذا النشاط التقدير والاحترام والتأثير في الوسط الزيتوني وفي الساحة الوطنية،وعرف العلامة بن عاشور بأنه رائد في إنشاء الاتحاد العام التونسي للشغل في سنة 1946ومصلح انشغل بأوضاع المرأة في المجتمع إلى جانب إسهامه في إصلاح التعليم وجعله مواكبا للعصر وجمعه بين عدة مهام كبرى كالقضاء والإفتاء والتدريس.‏

و ترأس الفاضل بن عاشور جمعية الخلدونية، وأراد أن يرتقي بالتعليم فيها من خلال تأسيس معهد الحقوق العربي ومعهد الفلسفة،وعمل من أجل توجيه الطلبة التونسيين إلى المشرق العربي.‏

وألقى العلامة بن عاشور محاضرات عديدة في عدد من الجامعات الأجنبية من بينها جامعة السوربون بباريس، وجامعة إستانبول في تركيا، وفي الهند وجامعة عليكرة في الهند، وجامعة الكويت، وزار عدة بلدان من بينها الجزائر ومصر وسورية ولبنان وإيطاليا وسويسرا والمغرب الأقصى وليبيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا السابقة وبلغاريا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية