لا تتحدث عن التميز بل عن تأثر عاطفي معاش يرصد القبلات واللحظات الوجدانية المختلفة بطريقة غاية في المباشرة دون الاعتماد على مخزون بصري وبحث وتجليات ومفردات تشكيلية حديثة أو حتى نضج، سواء بالفكرة أو المضمون أو المعالجة.
في غاليري كامل نجد عدداً كبيراً من المجسمات ذات الأحجام المختلفة التي تنأى عن أي بحث فني معاصر بل تذكرنا بالخطوات الأولى التي تكون سبباً لإحاطة الأهل ورعايتهم للوصول إلى مقدرة فنية يتوجب عليها النضج فيما بعد فيتم بذلك التعرف على خصائص أقسام الفن، النحت مثلاً (وهو موضوعنا) على الأقل لا يصور أو يوقف قفزة في الهواء، فعناصر التصوير تختلف عن عناصر النحت تمام الاختلاف، ومعالجة العمل الفني تختزل المكنون الثقافي بشكل عام. لكن في هذا المعرض تملأ رأسك التساؤلات.. وتتلقى الصدمات المتتالية إلى أن يصفعك في آخر المطاف محاولة وجود اسلوب آخر، ربما تم اقتباسه؟! وهذا ما جعل التنفيذ مشوهاً..! إذا كان المعرض يقدم مراحل وجدانية مختلفة للفنانة وهذا ليس من طراز الفنانين فهذا يبرر وجود مجسم للقطة رومانسية من فيلم تايتنك!؟
وإذا كانت فنانتنا نحاتة، فهذا غير مثبت إلا في بعض الأعمال ولا أدري إن كان محض الصدفة أم أنها عن دراية!؟ ولكن فكرة المعرض إجمالاً بعيدة عن المناقشة الفنية وتجعلنا نتساءل ونحتار إن كان وراء ذلك قصة؟ تعبر عنها مثلاً بأسلوب يعتقد أنه تعبيري؟؟ ثم هل يقدم لنا المعرض فكرة معينة أم أنه يرينا ألواناً من المشاعر.. قبلات، احتضان، خصام، تايتنك، قيلولة على الصوفا بالصالون والكثير الكثير؟ وجدير بالذكر أن الفنانة لم تنس اللباس الكامل لشخوصها ومجسماتها كما أكدت على الجوارب في أقدام التماثيل حتى باتت كأنها الوحدة المشتركة في المعرض!
إذا كان المعرض يقدم أعمالاً تجريدية فالتجريد يعتمد الجرأة في العمل وليس في اللقطة الفنية وتعودنا منه على الجديد والطفرة والفكرة المعمقة، ما يعني أن المعرض لا يقدم تجريداً، كما أنه لم يعتمد معالجة الكتلة ضمن حدود ونسب منطقية مدروسة لكن ممكن لنا القول إن الفنانة ربما تتبع تجربتها الخاصة وهذا حقها ولكن بعيداً عن صالات العرض.